عدن دولة القانون وليست مسرح الجرائم
رأي المشهد العربي
بنفس قدر الألم الذي أصاب الجنوبيين في أعقاب مقتل الفتاة فاطمة في أحد المراكز التجارية، فإنّ حالة من الارتياح شعر بها المواطنون جراء سرعة القبض على القاتل.
جريمة مقتل فتاة عدن أثارت حزنا كبيرا نظرا للطريقة البشعة التي قتلت بها، إلا أن سرعة القبض على القاتل أمر حمل الكثير من الرسائل، لعل أهمها أن القيادة الجنوبية لن تسمح لأنْ تكون العاصمة مسرحا للفوضى كما يُراد لها من قِبل قوى الشر والإرهاب.
واقعة فتاة عدن أظهرت الفارق الكبير بين المنظومة الأمنية والعدلية في الجنوب فيما يخص غرس دولة القانون، مقارنة بالوضع في مناطق سيطرة المليشيات الإخوانية التي تفاقم من وتيرة الفوضى الشاملة وتُفسِح المجال أمام ارتكاب الجرائم وتعزيز فرص الإفلات من العقاب.
التعامل الأمني السريع من قبل الأجهزة الأمنية الجنوبية تأكيد على أن أمن عدن وهو يحارب الجريمة بكل أشكالها، فهو يفوت الفرصة أمام مليشيا الشر والإرهاب من أن تستغل مثل هذه الحوادث، وتحوّلها من طابع جنائي إلى طابع سياسي.
تجلى هذا الاستهداف في محاولة إرجاع الأمر إلى فشل أمني للأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، كما جرى شن حملة استهداف أيضا ضد المجلس الانتقالي، في محاولة لإحراجه أمام شعبه عبر الإدعاء بأنه غير قادر على بسط الأمن على أراضيه.
نجاح التعامل الأمني السريع على هذا النحو يكون قد قوض الكثير من صنوف المؤامرة ضد الجنوب، وجدد التأكيد على أن العاصمة عدن ستظل عنوانا لدولة القانون، ولن تكون مسرحا للفوضى.