شائعة أحداث معاشيق تفضح تخادما حوثيا إخوانيا ضد الجنوب.. ما أسبابه ودلالاته؟
من بين صنوف الاستهداف الواسع الذي يتعرض له الجنوب، تظل حرب الشائعات واحدة من أخطر صور هذه الحرب كونها تستهدف المساس بحالة الاستقرار في الجنوب.
أحداث المعاشيق كانت أحدث صور حرب الشائعات التي شنّتها قوى الإهاب ضد الجنوب في محاولة لإثارة حالة من الفوضى في العاصمة عدن، حيث روجت الأبواق المعادية بشقيها الحوثي والإخواني شائعة محاصرة رئيس الحكومة معين عبد الملك في قصر معاشيق.
الرواية الرسمية الجنوبية دحضت الشائعة التي كرّست لها الأبواق الإخوانية الإرهابية الكثير من اهتماماتها، حيث نفت المعلومات المغلوطة والمفبركة حول محاصرة رئيس الوزراء معين عبد الملك في مقره بقصر المعاشيق.
القصة تتمثل في أنّ فريقا من مكتب أبو زرعة المحرمي نائب رئيس المجلس الرئاسي، ذهب لمتابعة ملفات مهمة تتأخر الحكومة في تنفيذها، وأهمها دعم معاهد وكليات التأهيل الأمني والعسكري في الجنوب، حيث ترفض الحكومة إقامة هذه المعاهد والكليات وتمتنع عن صرف مستحقاتها المالية، علما بأن هذا الموقف لا يخدم إلا مليشيا الحوثي.
وفي أعقاب ذلك، قام فريق مكتب النائب المحرمي بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء للقاء به وذهب الفريق بحسب الموعد المحدد قبل الظهر، فتم إبلاغ الفريق أن رئيس الوزراء في اجتماع مع مدير المكتب الإقليمي لمبعوث الأمم المتحدة واستمر فريق مكتب النائب منتظر حتى المغرب.
الفريق الذي ذهب لمقابلة رئيس الحكومة هو فريق إداري لا يحمل أي أسلحة، ولكنهم فوجئوا بمغادرة رئيس الحكومة، وذهابه لمقابلة رئيس مجلس الرئاسي رشاد العليمي.
في حين سُرِّبت معلومة محاصرة معين عبدالملك ضمن تماهي الأبواق الحوثية والإخوانية في نشر الأكاذيب والشائعات ضد الجنوب.
ومن الواضح أن نشر مثل هذه الشائعات والترويج الكبير لها، كان محاولة من قِبل قوى الشر والإرهاب لوضع الحكومة في خانة "المظلومية"، لتبرير المواقف التي تنتهجها والتي قد تكون في غير صالح الجنوبيين.
وعلى ما يبدو، فإنّ الرواج الكبير لمثل هذه الشائعات مثّل أيضا محاولة لإبعاد محور الأمر وتركيزه الأساسي على تعثر المشروعات، صوب إثارة أحداث أو أزمات أو تعقيدات أخرى في محاولة لتشويه وشيطنة الجنوب.
ولا ينفصل هذا الاستهداف عن مساعي قوى الشر والإرهاب اليمنية لعرقلة تنمية الجنوب ومحاصرته بين براثن الكثير من التحديات وحرمان مواطنيه من حقوقه.