الجنوب صف واحد.. تكامل رسمي وأهلي في مواجهة حرب الخدمات المسعورة
في خضم حرب خدمات قاسية يتعرض لها الوطن، يكافح الجنوبيون من أجل تحسين أوضاعهم الحياتية إدراكا بأنّ هذا الاستقرار جزء لا يتجزأ من المسار السياسي نحو استعادة الدولة.
وفي خضم مواجهة هذه الأعباء، فإنّ منظمات المجتمع المدني تقع على كاهلها مسؤولية كبيرة في إطار العمل على كبح جماح التحديات الراهنة، سعيا لتحقيق استقرار معيشي شامل.
وتنظر القيادة الجنوبية، المتمثلة في المجلس الانتقالي، بعين الاهتمام والتقدير للدور المجتمعي المهم والمؤثر، الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني، وهو ما تجلى في لقاء اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في المجلس التنسيقي بمحافظة حضرموت.
وأثنى اللواء بن بريك، على الدور التطوعي لمنظمات المجتمع المدني في المجلس التنسيقي، كل في مجال عمله في إطار ساحل حضرموت، حيث الغرض من تأسيس هذه الجمعيات هو المساهمة مع المجتمع والدولة باشراك الشرائح التي تمثلها الجمعيات داخل المحافظة.
وأكد بن بريك، ضرورة الاعتماد على النفس في البحث عن الخطط والمشاريع ليتم تمويلها من قبل مؤسسات الدولة والمؤسسات الخيرية ورجال المال والأعمال.
وقال إن منظمات المجتمع المدني، على وعي كافٍ وقدرٍ عالٍ على تنفيذ الأفكار والخطط التي يتم طرحها، مؤكداً أن كل شريحة في المجتمع تعاني من سُبل العيش في كرامة.
وحث على ضرورة أن تكون محافظة حضرموت نموذجاً عن بقية المحافظات في العمل الخيري وعمل الجمعيات والمبادرات، من خلال رفع الظلم عن الشرائح الموجودة في المجتمع.
وشدد على ضرورة ألا يكون عمل الجمعيات محصوراً في الأعمال الخيرية وإنما يشمل الأعمال التوعوية، مثل التوعية من مخاطر المخدرات وحمل السلاح والسبل الكفيلة في كيفية القضاء على هذه الظواهر التي تفشت بشكل ملحوظ، خلال السنوات الماضية وعكست بظلالها على الحياة المجتمعية، بالإضافة إلى إقامة المعارض اليدوية والحرفية لعرض المنتجات والترويج لها وإظهار الأنشطة الخاصة بالمنسقية، عبر وسائل الاعلام التي لابد أن تلعب دورها بشكل إيجابي توعوي.
كما حرص بن بريك، على تقديم لمحة سريعة حول الوضع العام وما يعيشه الشعب الجنوبي خلال هذه الفترة العصيبة من معاناة أرهقت كاهله، مؤكداً أن ما يعانيه شعب الجنوب اليوم ما هو إلا طريق عبور لمستقبل أفضل.
جهود منظمات المجتمع المدني على صعيد العمل الإغاثي يُنظر إليها بأنها أحد الأسباب التي يمكن أن تقود إلى تحقيق الاستقرار في الجنوب.
وتزداد أهمية هذه الجهود للتكامل مع التحركات التي تنخرط فيها القيادة الجنوبية والتي تكافح من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وهذا التكامل من شأنه أن ينعكس إيجابا على الواقع المعيشي للمواطن الجنوبي، الذي عانى كثيرا على مدار الفترات الماضية، من أعباء مهولة صنعتها الحرب القائمة في الوقت الحالي.
وركزت قوى صنعاء الإرهابية، على صناعة الأعباء المعيشية والخدمية في محاولة لإرهاق الجنوبيين وإشغالهم في تلك المعركة، سعيا لعرقلة الجنوبيين عن المضي قدما عن تحقيق مزيد من المكاسب السياسية.