قضية الجنوب القائمة.. جزء من التسوية
رأي المشهد العربي
"قضية الجنوب قائمة منذ عقود ويشدد على حضورها في أي تسوية قادمة".. تصريح للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ نزل كالصاعقة على أعداء الجنوب الذين تربصوا ضده والذين توهموا أنهم قادرون على المساس بأمنه واستقراره.
تصريح المبعوث الأممي جاء في توقيت بالغ الأهمية، حيث تزامن مع تعرض الجنوب لمخططات خبيثة تستهدف تقويض حضوره السياسي، وإبعاده عن الساحة السياسية في إطار البحث عن تسوية للأزمة.
جاء تصريح المبعوث الأممي ليؤكد أن الجنوب جزء من التسوية السياسية القادمة، وبالتالي فإن مراعاة حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته جزء رئيس من التحركات الرامية لوضع حل سياسي دائم ومستدام.
الموقف الأممي لم يأت من فراغ لكنه نتاج أكثر من سبب، بداية من نضال الشعب الجنوبي وتحمله الكثير من أجل تحقيق حلم استعادة الدولة، ومجابهته للتحديات التي سعت لعرقلة تحقيق هذا الحلم.
يضاف إلى ذلك جهود القيادة السياسية التي تحلت بحكمة شديدة ونفذت سياسات استراتيجية، جمعت فيها بين الحرص على تحقيق الاستقرار وترتيب الأولويات، لكنها لم تتخلَ يوما عن الغاية الاستراتيجية المتمثلة في تحقيق حلم استعادة الدولة.
عنصر آخر لا يمكن استثناؤه في هذا الإطار، يتمثل في جهود وإنجازات القوات المسلحة الجنوبية، فالمنجزات العسكرية التي تحققت في مختلف الجبهات، شكلت حائط الصد في مواجهة التهديدات الوجودية التي أثيرت ضد الجنوب لعرقلته عن تحقيق حلم استعادة الدولة.
هذه العوامل وضعت الجنوب في مكانة سياسية متقدمة في مواجهة أعدائه، وجعلته جزءا لا يتجزأ من مسار الحل السياسي الشامل، شاء من شاء وأبى من أبى.