الجنوب يرسم مسار حضوره السياسي.. انفتاح كبير وحضور لا تنازل عنه
بيان مهم صدر عن المجلس الانتقالي الجنوبي، حدّد به موقفه من التطورات السياسية الجارية على الساحة، وفي إطار جهود البحث عن تسوية سياسية توقف الحرب التي طال أمدها.
بيان المجلس الانتقالي تضمن التأكيد على الانخراط في مسارات السلام وتحقيق الاستقرار، حيث حرص المجلس على تجديد موقفه المرحب بالمبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في مارس 2021م، في إطار دعمه الدائم لكل جهود السلام.
كما ثمن المجلس أيضا جهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تجاه إحلال السلام الدائم، وتثبيت الاستقرار في الجنوب واليمن.
المجلس الانتقالي أكّد في الوقت نفسه، حرصه على تحقيق عملية سياسية شاملة ومستدامة تؤسس لحوار غير مشروط لضمان معالجة جميع القضايا وفي طليعة ذلك الاقرار بقضية شعب الجنوب.
وشدد المجلس على حتمية وضع إطار تفاوضي خاص لحلها كأساس لبدء جهود السلام، والالتزام بمضامين اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات مجلس التعاون الخليجي.
بيان المجلس الانتقالي جاء في توقيت مهم للغاية، لكون المرحلة الراهنة تشمل حراكا سياسيا على الأرض في خضم البحث عن تسوية سياسية توقف الحرب المستعرة.
والحديث هنا تحديدا عن الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية للحوثيين، من أجل استكمال اللقاءات والنقاشات بناء على مبادرة الرياض التي أعلنت في مارس 2021.
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت في وقت سابق، أنه امتداداً للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي، بمشاركة سلطنة عمان، مع الحوثيين في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023 م، واستمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية، فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من الحوثيين لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات.
هذا التطور السياسي المهم يشير إلى حراك سياسي قادم أو حلحلة مرتقبة على الساحة، تقود إلى مرحلة جديدة من التعامل مع الصراع القائم.
وإزاء القوة التي يملكها الجنوب في الوقت الحالي، سواء سياسيا أو شعبيا، فهو لا يتخلف عن الركب مُطلقا، ويواصل حضوره على كل المستويات كونه يمثل ركيزة أساسية من أجل تحقيق الاستقرار.
وتأكيدا لحرصه على تحقيق الاستقرار، يبدي المجلس الانتقالي انفتاحا كبيرا على جهود السلام، لكن هذا الانفتاح يظل مرتبطا أو متسقا أو مشروطا بالتعامل مع قضية شعب الجنوب.
فمن منظور المجلس الانتقالي وكذا أغلب الأطراف، فإن تهميش الجنوب والعمل على إقصائه من العملية السياسية أمرٌ لن يكون محمود العواقب على مسار العملية السياسية وينذر بفشلها بشكل كامل.