الجنوب والحراك السياسي الراهن.. حتى لا يتجدد الفشل
رأي المشهد العربي
حراك سياسي كبير يفرض نفسه على الساحة في الوقت الراهن، يستهدف التوصل إلى حل سياسي، في خطوة يظل نجاحها مشروطا بالتعلم من تعثرات الماضي.
الحديث عن هذا الحراك يقودنا إلى خطوات للخلف قليلا، عندما جرت مصالحة بين السعودية وإيران، أعقبها زيارة وفد دبلوماسي سعودي إلى صنعاء ومقابلة قيادات المليشيات الحوثية، وصولا الآن إلى دعوة وفد حوثي لزيارة السعودية.
هذه المحطات تشير إلى تعاطٍ سياسي يستهدف التوصل إلى حل سياسي عبر تسوية، تركز في شقها الأساسي على وقف الحرب الراهنة وتهيئة المناخ أمام تسوية سياسية.
المضي قدما في هذا المسار وتحقيق النجاح المنشود يجب أن يمر عبر عدة محطات، لعل أهمها يتمثل في ضرورة تجنب العثرات التي أثيرت على مدار الفترات الماضية.
عثرة واحدة نركز عليها الآن، وهي تحويل أي عملية سياسية من قِبل أطراف الاحتلال اليمني إلى تجاذبات ضد الجنوب، فعلى مدار الفترات الماضية عملت القوى اليمنية المعادية على نسف الحلول السياسية وتهميش قضية شعب الجنوب وحقه الأصيل في استعادة دولته.
هذه التجاذبات تقودنا إلى محور رئيسي ومهم في إطار العملية السياسية، يتمثل في أن إقصاء الجنوب سيكون علامة فشل مبكرة جدا لأي جهود سياسية تستهدف وقف الحرب.
الانخراط في معالجة شاملة لمختلف القضايا وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب، والتوقف عن التجاذبات السياسية التي تستهدف حق الشعب في استعادة دولته، سيكون هو السبيل الحقيقي نحو تحقيق الاستقرار المنشود، أما دون ذلك فهو مضيعة جديدة للوقت.