رسائل حوثية من الاعتداء على الحدود السعودية.. لماذا هنا ولماذا الآن؟
رسالة إرهابية بعثت بها المليشيات الحوثية جددت التأكيد من خلالها أنها لن تكون طرفا في منظومة الأمن والاستقرار، ولن تنخرط في مسار الحل السياسي، عبر عملية إرهابية على الحدود مع السعودية كسرت فترة طويلة من الهدوء.
فعلى إثر عملية إرهابية نفذتها المليشيات الحوثية، أعلنت المنامة، استشهاد اثنين من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين، أثناء قيامهما بواجبهما الوطني المقدس في الدفاع عن الحدود الجنوبية للسعودية.
وقال بيان عسكري بحريني، إن العمل الإرهابي وقع جراء إقدام المليشيات الحوثية على إرسال طائرات مسيرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحد الجنوبي على أرض السعودية.
على صعيد متصل، نعت قيادة التحالف العربي استشهاد ضابط وضابط صف من قوة الواجب المشاركة من البحرين.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم قوات العميد الركن تركي المالكي، باستشهاد ضابط وضابط صف وإصابة عدد من منسوبي قوة الواجب المشاركة من مملكة البحرين بعمليات إعادة الأمل والمرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة.
وتقدمت قيادة التحالف، بأحر التعازي وصادق المواساة لأهالي وذوي الضحايا، ودعت الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يتقبلهم من الشهداء الأبرار، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
وأضاف البيان أن قيادة التحالف تدين الهجوم الغادر من بعض العناصر التابعة للحوثيين، باعتباره عملاً عدائياً غادراً في سياق الأعمال العدائية، باستهداف إحدى محطات توزيع الطاقة الكهربائية وأحد مراكز الشرطة بالمنطقة الحدودية.
وشدد على أن مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعياً لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل، مؤكدا أن قيادة التحالف ترفض الاستفزازات المتكررة وتحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين.
التصعيد الحوثي الغادر جاء في توقيت لافت، هو انعقاد جولات من المباحثات الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية، ما يعني أن المليشيات ستظل معادية للسلام والاستقرار.
وبرأي محللين، فإن هذا التصعيد الحوثي ربما يحمل رسالة ابتزاز تبعث بها المليشيات المدعومة من إيران، بحثا عن تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، مستغلة سلاح التصعيد العسكري.
العدوان الحوثي الأخير يثير الكثير من التساؤلات حول جدوى المباحثات التي يتم إجراؤها مع المليشيات الإرهابية، وتحديدا حول ما إذا كانت منخرطة بشكل جدي في إطار ما لتحقيق السلام.
تثار هذه التساؤلات بالنظر إلى جغرافيا العدوان الحوثي في حد نفسه، فالمليشيات شنت هجوما خارج الجنوب أو اليمن كما اعتادت طوال الأشهر الماضية، ما يعني أن هذا التصعيد رسالة واضحة من المليشيات بأنها لن تنخرط في مسار السلام، كما أنه لن تنخرط إلا مقابل تحقيق مكاسب ذات طابع سياسي واقتصادي.