ملف المنح الدراسية والابتعاث.. فساد لا تنتهي ورقاته
يمثل ملف المنح الدراسية والابتعاث أحد أكثر الملفات الشاهدة على جرائم فساد يتم ارتكابها على صعيد واسع، فيما يدفع الجنوبيون ثمنها حرمانا وإقصاءً.
وفي رسالة جنوبية مفادها الإصرار على تحريك هذا الملف، طالب الجنوب الحكومة، بتقرير حول ملف المنح الدراسية.
في التفاصيل، وجَّه نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، قائد قوات العمالقة الجنوبية، عبدالرحمن أبو زرعة المحرمي، مذكرة إلى رئيس الحكومة معين عبدالملك، بشأن اللجنة المشكلة لمراجعة ملف الابتعاث للدراسة في الخارج.
ووجَّه النائب المحرمي، بموافاته بتقرير اللجنة الأكاديمية لمراجعة سياسات الابتعاث وملفات المستفيدين من المنح الدراسية، والتي تم تشكيلها عقب تسريب وثائق رسمية تؤكد استحواذ أبناء مسؤولين في الحكومة ونافذين سياسيين وعسكريين وإعلاميين وأقاربهم على المنح الدراسية في الخارج.
ودعا المحرمي، رئيس الحكومة إلى موافاته بتقرير اللجنة والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة بهذا الشأن، حيث إن اللجنة رفعت تقريرها في شهر مارس من العام الجاري.
وأوضح نائب رئيس مجلس القيادة، أن مطالبه تنطلق من كونه لم يجرِ أي تغيير في الابتعاث على الرغم من مرور أشهر على تشكيل اللجنة ورفع تقريرها.
تقديم هذه المذكرة، يأتي في وقت تعتبر فيه وزارة التعليم أحد أوكار الفساد، علما بأن الحكومة نفسها سبق أن أقرت بوجود اختلالات واسعة وتفشٍّ للوساطة في قوائم المبتعثين للدراسة في الخارج.
وكان التقرير النهائي للجنة الأكاديمية المكلفة بمراجعة قوائم المبتعثين في الخارج، قد أظهر وجود اختلالات شملت كل مراحل الابتعاث، بدءًا بآلية الاختيار، ثم إجراءات الابتعاث وضوابطه، ومشكلة الوساطة والمحسوبية، واختيار التخصصات والمعدلات والوثائق وآليات الإضافات والاستمرارية، ومراجعة وضع المبتعثين واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المتعثرين.
وتضمن التقرير، ملاحق تفصيلية بالتجاوزات والمخالفات، التي وقفت عليها اللجنة في مراجعتها لكشوفات المبتعثين الحاليين في الخارج، والمعايير الواجب اتخاذها لتصحيح الكشوفات، إضافة إلى أوضاع الملحقيات الثقافية وآليات عملها، والتوصيات المقترحة لرفع كفاءتها وأدائها.
وسبق الكشف عن أن المستفيدين من المنح الدراسية من أبناء المسؤولين في النظام اليمني وتحديدا من قادة الجيش، كما أن أبناء قيادات تنظيم الإخوان يحتكرون كما ضخما من هذه المنح الدراسية.