جولة سياسية جديدة وواقع أمني ملغّم
رأي المشهد العربي
على وقع جولة من التوترات التي تعصف بالمنطقة في الفترة الحالية، تنطلق في العاصمة السعودية جولة جديدة من المشاورات السياسية التي ترمي لوضع حد للأزمة الراهنة.
توجُّه الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة السعودية الرياض، كان إيذانا بحضور جنوبي في مسار العملية السياسية، تأكيدا على أن الجنوب جزء من هذه العملية مهما أثير من مخططات بهدف تهميش حضوره السياسي.
الواقع المحيط بالمنطقة يحمل قدرا كبيرا من التوترات، وفتح المجال قائما أمام عديد السيناريوهات التي يمكن الوصول إليها في الفترة المقبلة.
التوترات القائمة التي بدأ البعض يتوقع أن تقود إلى حرب مدمرة على نطاق إقليمي واسع، تستوجب تعاملا سياسيا من نوع آخر، يقوم على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة، وتغلق الباب أمام أجندات المصالح.
في الوقت نفسه، فإنّ أي محاولة لفرض الحلول المجزأة التي تستهدف أساسا تقويض حق الشعب الجنوبي في استعادة دولته، لن يكون لها أي حضور ولن تقود إلى تحقيق حل سياسي تتحدث أطرافٌ كثر، إقليميا ودوليا، على ضرورة التوصل إليه قبل فوات الأوان.
الحل المجزأ الذي بدأ البعض يردده أو يمكن القول بدأ يُسربّه، سيقود إلى مرحلة جديدة من الفوضى الشاملة التي سيكتوي بنيرانها الجميع.
في الوقت نفسه، فإنّ تعاملا حازما وحاسما من قِبل القوى النافذة والحاضرة يتوجب ممارسته على الأطراف التي تعرقل المسار السياسي الشامل، هذا إن كانت هناك رغبة حقيقية لوضع حد للأزمة التي لا يُعرف بدقة متى يمكن أن تنتهي.