ذكرى 30 نوفمبر.. الجنوب بين استقلالين
رأي المشهد العربي
مع مرور 56 عاما على ذكرى الاستقلال الوطني للجنوب من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967 تتويجا للثورة التي اندلعت في 14 أكتوبر 1963، فإن الجنوب يمضي على درب الثورة المستمرة.
الاستقلال الأول تحقق بفضل نضال جنوبي كبير حققه رجال أشاوس ساروا في طريق النضال ولم يبخلوا بأي تضحيات، انطلاقا من جبال ردفان، التي انطلقت منها شرارة الثورة حتى تحقق مُراد الجنوبيين.
الآن، يمضي الجنوب على درب الاستقلال الثاني في حالة ثورية نضالية متشابهة بشكل كبير سواء من حيث عِظَم التحديات أو التضحيات المقدمة أو المنجزات المتحققة.
صحيحٌ أن الظرف السياسي وتحديدا العسكري مختلف إلا أنّ القاسم المشترك في الحالتين أن الجنوب كان قيد الاحتلال، نجح "أولا" في ستينات القرن الماضي من تحقيق الاستقلال وإزاحة الاستعمار، ويمضي على درب النجاح نفسه في الوقت الحالي.
تحقيق الاستقلال الأول هو الدافع الكبير ليقود الجنوب نحو تحقيق الاستقلال الثاني، والحديث تحديدا عن أن الحالة الثورية والنضالية التي مكّنت الجنوب من عبور هذه التحديات وتحقيق النصر المؤزر هي نفسها التي ستقوده في هذه المرحلة من نضاله حتى يُحقق الاستقلال الثاني.
الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب مزيدا من الاصطفاف وراء القيادة السياسية الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، وتغليب أي فرصة على القوى المعادية من أن تُحدث وقيعة داخلية جنوبية.
الإصرار على تحقيق النصر الاستراتيجي خطوة مهمة في تاريخ النضال الجنوبي، وهو ما يُطبقه المجلس الانتقالي الذي يتبع سياسات رشيدة خالية من أي تهور، وهو ما يعود بالنفع على قضية الشعب العادلة.
القيادة السياسية بدورها، ستواصل طريقها نحو تسجيل انتصارات وطنية سواء سياسيا أو عسكريا تحمي تطلعات الشعب الجنوبي وتحقق استقلاله الثاني.