الجنوب يدحر إرهاب القاعدة.. تقرير أممي يوثّق بطولات أشاوس الجبهات
توثيق شديد الأهمية للجهود التي بذلتها والانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في الحرب المستمرة على الإرهاب، صدر عن لجنة الخبراء الأممية.
الحديث عن تقرير الخبراء بالأمم المتحدة المقدم إلى مجلس الأمن الدولي، الذي قال إنَّ تنظيم القاعدة تعرض لضربات موجعة على يد القوات المسلحة الجنوبية ضمن عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب لمكافحة الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة خلال الفترات الماضية وتدمير معاقله ومعسكراته وبنيته التحتية ما أدى الى مصرع الكثير من قياداته الميدانية والعشرات من عناصره الخطرة.
التقرير كشف كذلك عن خارطة جديدة لانتشار خلايا تنظيم القاعدة بقيادة أمير التنظيم الإرهابي خالد باطرفي في ثمان محافظات من بينها وادي حضرموت ومأرب والبيضاء والمهرة وبعض مناطق محافظتي شبوة وأبين بعد أن تعرض التنظيم خلال العام الجاري لهزيمة ساحقة على يد القوات المسلحة الجنوبية.
هذه الانتصارات الجنوبية ساهمت في تراجع نفوذ التنظيم بشكل كبير، حيث بات يتخذ من مناطق البيضاء وتعز ومأرب نقاطاً رئيسية لهجماته نحو الجنوب.
وقال تقرير الخبراء المقدم إلى مجلس الأمن، إن تنظيم القاعدة كان قد حافظ على وجودٍ في محافظتي أبين وشبوة، لكنه منذ أغسطس 2022 بات يعاني من نكسات كبيرة إثر عمليتي سهام الشرق والجنوب للقوات المسلحة الجنوبية بالمحافظتين الجنوبيتين.
ويشن التنظيم عمليات بشكل مخطط ضد القوات المسلحة الجنوبية ممثلة بقوات الحزام الأمني، وألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة.
ويستغل التنظيم المناطق الجبلية، كغطاء لانطلاق عملياته، وهي السلاسل الجبلية التي تقع بين محافظة أبين الجنوبية ومحافظة البيضاء الشمالية.
وخلال الفترة من ديسمبر 2022 حتى أبريل 2023، جرى الإبلاغ عن وقوع أكثر من 80% من الحوادث في أبين تلتها شبوة ومأرب، فيما شهدت مؤدية في أبين معظم الحوادث للتنظيم.
وتركزت معظم تلك الحوادث أو الهجمات الإرهابية في وادي عومران والبقيرة المجاورة بمديرية مودية والتي تشهد عمليات مكافحة للإرهاب من قبل القوات المسلحة الجنوبية.
وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي ما زال يحتفظ أيضا بوجوده في وادي حضرموت الخاضع لجماعة الإخوان والمنطقة العسكرية الأولى ومحافظة البيضاء التي تخضع لمليشيا الحوثي.
وأكد التقرير أن غالبية الهجمات التي شنها التنظيم حتى نهاية أبريل 2023، استهدفت بشكل رئيسي القوات المسلحة الجنوبية وعلى راسها الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد وقوات دفاع شبوة.
وفي مايو 2023، قال التقرير إنه عندما تحولت نسبة مئوية كبيرة من الهجمات إلى شبوة، أصبحت قوات دفاع شبوة الهدف الرئيسي، وأدت المعلومات الاستخباراتية المركزة إلى شن هجمات بطائرات مسيرة وبأجهزة متفجرة يدوية الصنع استهدفت القادة المارين في مركبات عسكرية.
وفي 16 مايو، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم على قوات دفاع شبوة بطائرة مسيرة باستخدام قنبلة شديدة الانفجار من عيار 40 ملم، وقدم وثائق مصورة من الكاميرا التي كانت مثبتة على متن الطائرة المسيرة.
وطبقا للتقرير، شن تنظيم القاعدة الإرهابي ما لا يقل عن ست هجمات بالطائرات المسيرة، وكلها على قوات دفاع شبوة الجنوبية في منطقة المصينعة بمديرية الصعيد في شبوة.
وتشير التقارير إلى أنه أعيد نشر أعضاء التنظيم بمنطقة المصينعة في مديرية الصعيد في مايو 2023، وشهد الشهر ذاته هجوما استهدف قائد اللواء الأول لقوات دفاع شبوة، الرائد أحمد محسن السليماني الذي أصيب بجروح.
وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة استخدام في الهجوم جهاز متفجر يدوي الصنع للمرة الثانية، ولا يمكن لتنظيم إرهابي كالقاعدة إلا أن يغطي على هزائمه في أبين باستهداف سيارات الإسعاف ما يعكس عجزه عن المواجهة.
وبحسب تقرير الخبراء، فإنّ تنظيم القاعدة دأب على مهاجمة الجرحى بانتظام، وكثيرا ما يفعل ذلك أثناء نقلهم في سيارات الإسعاف.
وأشار إلى أن هناك توجها متزايدا لاستهداف سيارات الإسعاف بما في ذلك سيارات الإسعاف العسكرية من قبل تنظيم القاعدة.
ولفت التقرير إلى صفقة التبادل بين مليشيا الحوثي والقاعدة في 18 فبراير الماضي، إذ أعلن التنظيم عن تبادل ناجح للأسرى مقابل اثنين من أفراده مع مليشيا الحوثي.
وأوضح التقرير أن تنظيم القاعدة الإرهابي وقف خلف استهداف منشأة بلحاف للغاز الطبيعي المسال بصواريخ غراد في 5 أغسطس الماضي، لكنها سقطت على بعد 2,5 كيلومتر من المحطة.
هذا التقرير يكشف حجم وحشية الحرب التي يشنها تنظيم القاعدة ضد الجنوب، ووتيرة الاستهداف التي يرفعها هذا الفصيل الإرهابي ضد الجنوب في محاولة للمساس بأمنه واستقراره.
في الوقت نفسه، فإن هذا التقرير يمثل انتصارا لجهود القوات المسلحة الجنوبية والدور الذي لعبته في إطار الحرب على الإرهاب، وحجم الخسائر التي تكبدها تنظيم القاعدة.
هذا الواقع رسالة حزم واضحة، تشير إلى أن الجنوب هو الأكثر التزاما في إطار الحرب على الإرهاب، وأنه يقود هذه المعركة بحسم شديد في إطار الحرص على تحقيق الاستقرار الشامل.