معانا ريال..!

* الأزمات الاقتصادية تتساقط على رأس اليمني الغلبان بغزارة أمطار الصيف، وكل أزمة اقتصادية تسلمه لأختها، وكلما قال: عساها تنجلي، قالت الأيام: هذا مبتداها..
* الأسبوع الماضي انتقيت مجموعة من الاقتصاديين اليمنيين في محاولة لفك طلاسم (الريال) اليمني الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عملات العجم والعرب، منهم من (تعامس) لأنه يستلم من التحالف بالدولار، ومنهم من لامس (قشور) الأزمة بالطبطبة على تخومها دون التوغل في عمقها..

* قلت للاقتصاديين الذين يهيمون في بلدان يتزلج أهلها على الجليد: المواطن اليمني لا يريد اقتصاد يمشي على إيقاع الطابعة الروسية، ولا يريد حكومة مهاجرة (راكنة) على الطابعة الروسية، نريد ريالا يمنيا متماسكا يحافظ على الحد الأدنى من قيمته التسويقية، نريد أن نغني مع الطفلة المعجزة (فيروز) معانا ريال.. معانا ريال..

* أيها الاقتصاديون تعرفون أن الفعل وليس المعرفة هو الغاية العظمى من الحياة كما قال (توماس هنري)، فما الجدوى أن تعرف الحكومة أن الشعب اليمني يموت جوعا وهي نائمة في عسل الغربة، لا تستطيع أن تفعل شيئا يحفظ لها قليلا من الود عند المواطن المطحون..؟!
* ووسط كومة من الردود التي حرص أصحابها على استعراض عضلات المصطلحات الاقتصادية الجافة، شدتني (روشتة) العلاج التي وصفها المهندس (عدنان الكاف)، وهي روشتة حددت الداء وجهزت الدواء، ويمكن للجنة الاقتصادية التي شكلها الرئيس الشرعي البناء عليها إن كان قلبها على المواطن اليمني المطحون..

- أولا: يتم فتح نظام (المقاصة) بين البنك المركزي والبنوك التجارية الأخرى..
- ثانيا: كل الأموال التي تدخل الدولة من الخارج وبالعملة الصعبة يجب أن تدخل حسابات البنك المركزي في الخارج، ثم تدفع مرتبات الموظفين من الداخل بالعملة المحلية (الريال اليمني).

- ثالثا: تعيين المختصين الأكفاء في المناصب المالية والاقتصادية، واعتبار محافظ البنك ونائبه ومجلس إدارته وظائف فنية وليست مناصبَ سياسية.

- رابعا: البدء الفوري بفتح الاعتمادات عبر البنك المركزي والرقابة الصارمة على مختلف الإجراءات.

- خامسا: العمل السلس من خلال الدورة المصرفية للبنك المركزي، وتحويل كل الإيرادات الخاصة بالمرافق الإيرادية إلى حساباتها في البنك المركزي، مع ضرورة إغلاق الحسابات الخاصة بها في البنوك الأخرى.

- سادسا: مراقبة الصرف العام (مراقبة لصيقة)، والقضاء على العبث الممنهج للمال العام من خلال مراقبة الصرفيات، ومنع الصرف إلا من خلال البنود المسموح بها.

- سابعا: الرقابة الصارمة والشاملة على محلات الصرافة وإغلاق كافة محلات الصرافين المخالفين والذين تكاثروا بهدف شفط العملة الصعبة من السوق..

- ثامنا: تشغيل مصفاة عدن، لأن تشغيلها بوعي وطني سيساهم مساهمة فعالة في وقف استنزاف العملة الصعبة لمحطات الكهرباء ومحطات الوقود..

* وأضيف إلى وصفة الخبير الاقتصادي (عدنان الكاف) شرطا مهما يتعلق بضرورة عودة أسر وذوي الوزراء الحكوميين إلى الجنوب المحرر حتى يشعروا بالجحيم الذي يعيشه المواطن، هذا إذا كانت مشاعرهم المشفرة شغالة من أصله..!