التردي المعيشي في مناطق الحوثي.. هل يُخرج الأمور عن سيطرة المليشيات؟

الاثنين 8 يناير 2024 20:05:26
التردي المعيشي في مناطق الحوثي.. هل يُخرج الأمور عن سيطرة المليشيات؟

مع تفاقم التطورات على الأزمة المستمرة منذ صيف 2014، لا تزال الأزمة الإنسانية التي تتضمن تفاقما مرعبا.

وتشير التوقعات، إلى أنه من المحتمل وبقوة أن تدفع المليشيات الحوثية الإرهابية ثمن التردي المعيشي الذي صنعته في مناطق سيطرتها.

وقد توالت التحذيرات الدولية من تفاقم الأزمة الإنسانية، وأحدث ما ورد كان التحذير الصادر عن 22 منظمة إنسانية دولية التي نبهت لإمكانية حدوث اضطرابات اجتماعية في المناطق الخاضعة للحوثيين بسبب تعليق توزيع المساعدات الأممية وهو القرار الذي جاء بسبب تعنت المليشيات.

وعبّرت المنظمات الإغاثية عن قلقها العميق إزاء هذه الخطوة التي ستؤثر على 9.5 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أعلن قبل أيام تعليق المساعدات الغذائية في تلك المناطق بعد مفاوضات غير ناجحة مع الحوثيين بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن تخفيض المساعدات الغذائية عن 3 ملايين شخص، وهي المفاوضات التي استمرت ما يقارب العام، حيث أدى النقص في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية إلى إعادة النظر في توزيع المساعدات والتركيز على الفئات الأكثر ضعفاً.

وذكرت المنظمات ومن بينها المجلس الدنماركي للاجئين، ومنظمة الإغاثة الدولية، والهيئة الطبية الدولية، ولجنة الإنقاذ الدولية، و(إنترسوس)، والإغاثة الإسلامية، وماري ستوبس، وأوكسفام، وإنقاذ الطفولة، وأدرا، وأكتد، وكير»، أن قرار وقف المساعدات الغذائية مؤقتاً سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الحرج بالفعل، كما سيؤثر بشكل غير متناسب في الفئات السكانية الأكثر ضعفاً، بمن في ذلك الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

وأكدت المنظمات أن الخطوة ستؤدي إلى سوء التغذية وتدهور الظروف الصحية وزيادة الضغوط الاقتصادية، وربما تؤدي إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية والصراعات، لأنه وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، يوجد حالياً 17 مليون شخص وهم أكثر من نصف سكان اليمن، يعيشون في مستويات الأزمات والطوارئ من انعدام الأمن الغذائي حسب التصنيف المرحلي، بمن في ذلك 2.2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية و1.3 مليون أم حامل ومرضعة.

تفاقم الأزمات المعيشية على هذا النحو، يعني أن المليشيات الحوثية، باتت أقرب ما تكون من أن تكتوي بنيران الأزمات المعيشية التي صنعتها.

وخروج الأمر عن سيطرة المليشيات الحوثية هو سيناريو إن حدث سيكون نتاج ممارسات التطرف التي صنعتها المليشيات المدعومة من إيران.

وهذا المسار سلكته المليشيات لتعميق نفوذها وسيطرتها، لكنها تكتوي الآن بنيران هذه الممارسات الإجرامية بما يمهد لخروج الأمر من نطاق سيطرتها.