خطورة التهاون أمام الإرهاب الحوثي
رأي المشهد الإرهابي
جذب قرار تصنيف المليشيات الحوثية كتنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة، الأنظار باعتباره خطوة تدفع نحو تكثيف الضغوط على هذه الذراع الإيرانية.
الخطوة الأمريكية جاءت في ظل ما تثيره المليشيات الإرهابية من تهديدات خطيرة لمنظومة الأمن والاستقرار لا سيما في ظل اعتداءاتها على أمن الملاحة البحرية.
صحيح أن الخطوة الأمريكية تبعث بإشارة عنوانها النفور والغضب من إرهاب المليشيات الحوثية الذي يُشعل حربا عبثية منذ نحو عشر سنوات وخلف أزمة إنسانية عاصفة.
غير أنه في الوقت نفسه، لا يمكن الارتكان على الرسالة السياسية التي تبعث بها الخطوة الأمريكية لا سيما أن المليشيات الحوثية اعتادت أن تثير الإرهاب بوتيرة متفاقمة.
التوصل إلى نتائج قوية وفعالة من خلال خطوة تصنيف المليشيات الحوثية تنظيما إرهابيا يتطلب أن يترافق مع هذه الخطوة اتخاذ إجراءات ضاغطة على المليشيات الإرهابية.
مجابهة الإرهاب الحوثي يتطلب ويستلزم اتخاذ إجراءات عملية على الأرض، سواء على الصعيد العسكري أو المالي لتجفيف قدرات المليشيات على صناعة الإرهاب.
الضغط العسكري على المليشيات الحوثية يدفع نحو حتمية تعزيز التعاون والتنسيق مع الجنوب باعتباره الأكثر قدرة على التصدي للإرهاب الحوثي استنادا إلى التجربة المضيئة التي اتضحت خلال الفترة الماضية.
في حين أن التساهل عن مجابهة الإرهاب الحوثي يفتح شهية المليشيات لتصعيد إرهابها لا سيما أن هذا الإرهاب يستهدف الجنوب في المقام الأول سعيًّا للنيل من أمنه والسطو على حق شعبه في استعادة دولته.
وهذا الاستهداف من شأنه أن يثير سيناريو واسع النطاق من الفوضى الشاملة، وهو سيناريو لم يعد مستبعدًا إذا ما جرى التساهل في مجابهة الإرهاب الحوثي.