تجمعات 5 نجوم
اتحفنا أحدهم بتجميع عدد من الناس في إحدى المديريات، قيل إنها تظاهرة دعما للحكومة، وقيل دعما للرئيس. طبعا هذه الفعالية ممولة من المال العام في الوقت الذي فيه الناس يتسولون رواتبهم من حكومة صناعة الفقر، ما علينا (رزق الهبل عالمجانين) كما يقول إخوتنا أهل مصر. بالنسبة للرئيس هادي ليس بحاجة إلى مثل هذه التجمعات لأنه أكبر من ذلك بكثير، وأما الحكومة فعملها يشهد عليها.
كما نعلم ويعلم القاصي والداني، فإن الفعاليات الجماهيرية (هذا إذا اعتبرنا ما شهدناه من صور، تعبر عن فعالية) تصدر عنها بيانات وليس كلمات من غير ذي صفة.
الحقيقة هي أن ما يلفت الانتباه في هذه الفعالية هي السيارات الفارهة التي تتقاسم كادر الصورة مع عدد من الناس.. وقد ذكرتني هذه الصورة بصورة أخرى شاهدتها في أحد المواقع الصحفية التي لا تقيم وزنا لعقل القارئ، كانت تلكم الحشود - كما وصفها الموقع نفسه - في إحدى المحافظات الحدودية، وقيل إنها ضد التحالف، كان كادر صورة (تلك الحشود!!) يحوي (11) فردا يحملون (4) لافتات ويحوي (7) سيارات حديثة.
قبل أيام قليلة بلغ مسامعنا أن هناك اجتماعا تم في أحد فنادق الخمس نجوم للتحضير للاحتفال بانطلاق ثورة أكتوبر، وهي مناسبة وطنية نعتز بها ويربأ كل جنوبي شريف بنفسه أن يحول مناسباتنا الوطنية إلى مصدر تكسب أو أداة تمزيق للجسد الجنوبي.
مجمل ما ذكرناه يبين أن الحروب وأجواء الاستقطاب تصنع أثرياء يجيدون الصيد في الماء العكر.
عادت بي الذاكرة إلى فعاليات الحراك الجنوبي الذين رأيت منهم حفاة بأم عيني، لكنهم كانوا يهزون الأرض تحت أقدام الطغاة، وهؤلاء الحفاة هم الذين حملوا السلاح في مارس 2015 دفاعا عن الأرض، ولازالوا على العهد الذي قطعوه أول مرة (استقلال وإلا الموت).
تحية لكم يا حفاة الجنوب، يا ملح الأرض الذين إذا قلتم لها دوري دارت.