عدن تدفع فاتورة وضريبة مدنيتها ودورها الريادي
عصام خليدي
- أيقونة العلم والمعرفة والمحبة والتعايش السلمي
- متى ستنجلي (ياعدن الحبيبة) هذه السنوات العجاف ..؟!
- عدن الباسلة الآبية ( تنزف ) وتعلن للعالم بأسره قسوة معاناتها ( المميتة ) ..؟!
- الوجهة الثقافية في ظل الصراعات السياسية ؟
نحن ندفع غالياً فاتورة وضريبة وثمن (مدنيتنا وسلوكياتنا وأخلاقياتنا الحضارية والإنسانية) نتجرع ونتكبد ويلات وعذابات وظلمات ( التجاهل والإقصاء والإلغاء وطمس الملامح والهوية العدنية ) من كل الأطراف التي أستفادت من الصراعات الدموية عبر كل المراحل والحقب الزمنية الســياسية منــذ بــزوغ فــجر الإســتــقلال الوطني في ( عام 1967م ) ورحـــــــيــــل الإســــــتعــــمار الــبريطاني حــتى يـــــــومــنــا هــــــذا ..
تـــــلـــــك ( الحقيقة المطلقة القاسية نعلنها للكون بأسره بكل مرارة وغصة وألـم) .. فهل تعلمون أننا لسنا في سيناريو وأجندة (المنتصرين) وأن حكامنا لا يمتلكون الإرادة السياسية الوطنية والقرار في رسم ملامح حاضرنا ومستقبلنا القادم .. المجهول .
ذلــك ماتــوكــده قراءاتنا ومعايشتنا منذ عقوداً وأزمنة للوقائع التاريخية والمنعطفات والأحداث السياسية وموجات الحروب والإقتتال التي تخللت مسيرة ومعترك الــمشهد السياسي ( الدموي ) في مدينة عدن والجنوب من أجل الوصول إلى مـــــقالــــيد ســـــدة الحكم والــــسيطرة والسلـــطــــة ( الأحـاديـة) .
تعبنا .. شخنا .. هرمنا .. ونموت قهراً وحزناً وحسرة وكمداً في كل لحظة على كل الشهداء من أبنائنا وشبابنا اللذين تضرجت دمائهم بتربة هذا الوطن للخلاص من الإحتلال الحوثي العفاشي المتغطرس الغاصب.. وأزدادت معاناتنا بكل المنغصات الغير أدمية التي نعيشها ونكابدها جميعاً خصوصاً الشيوخ والأمهات والأطفال والأمراض اللذين يغتسلون على مدار الساعة بحمامات العرق المتصببة والمحرقة.. إن مايحدث من معاناة وألم وعذاب يدمي قلوبنا وأجسادنا المنهكة المرهقة المتعبة بنيران ولهيب إحتراق الأفئدة والأرواح والمآقي ..
أغـيثـونا .. أسعـفـونا .. أنـقـذونا .. ( أو فـــل تـــــــتــــركونـــا) على أقل تقدير بلا خــطابات رنانة فارغة ( المحتوى والمضمون .. ) وتصريحات كاذبة في وسائل الإعلام.
أين الثورة ضد الفساد.. ؟!! والفاسدين الذين لا يزالون ينهبون ويعبثون في مؤسسات ومرافق الدولة .. أين الأمن والأمان والسكينة والإســـتقرار ..؟!! من أجـــل ســعــادة ورفاهية ورخاء المواطن الــذي يــعيش في مــستوى إنــساني مــتدني لــلــغايــــة ( وتحت خـط الفـقر )، في واقع الأمر لم نكن ندرك أن الحال سيـتدهور وينهار قبل الحرب وبعدها بهذه الصورة الدراماتيكية المفزعة المخيفة من البشاعة والفضاعة والقتامة .. وأننا سنواصل دفع الثمن باهظـــاً مكلــفاً فـــــي ( العـهـد السابق واللاحق ) فوق ما تحملناه في تلك السنوات العجاف منذ ( 25 عاماً ) من العبودية والإضطهاد .. ولاندري ( ملامح القادم المجهول) فيما تبقى من أعمارنا وحياتنا ومستقبل أبنائنا في وطن يلهث حكامه ويتفننون في نهب وسرقه وإبتزاز قوة شعبهم ...