القصة الكاملة حول استفتاء مقدونيا.. والسر وراء تغير اسمها
قد يدفعك حب بلادك وانتمائئك إليها، غلى التضحية بروح من أجل تخليد إسمها، فيبدو هذا طبيعيا تمام، إلا أن الغريب هو أن توقع استفتاءا لتغيير اسم دولتك، كما يحدث تماما في مقدونيا.
فيبدأ اليوم الأحد، استفتاءا مقدونيا حول تغيير اسم بلدهم إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية"، فما هي المشكلة وما الدافع لديهم من ذلك.
ما هي المشكلة؟
قبل 27 عاما، وتحديدا في 1991م، أعلنت مقدونيا استقلالها عن يوغسلافيا، وأنكرت عليها أثينا حق استخدام اسم "مقدونيا" الذي تعتبره حصرا اسم محافظتها الشمالية، ورأت فيه استيلاء على تراثها، خصوصا تراث الإسكندر الكبير، بالإضافة إلى طموحات توسعية خفية.
ويدخل المقدونيون الأمم المتحدة بصفتهم "أريم" أو "فيروم"، المختصرين الفرنسي والإنكليزي للفظة "جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة". وأقفل عليهم الفيتو اليوناني أبواب الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي. وتمسك اليمين القومي الحاكم في سكوبيي بخط متشدد: اعتماد اسم مقدونيا أو لا شيء.
إلا أن وصول الاشتراكيين-الديمقراطيين إلى الحكم في ربيع 2017 بدعم من الأحزاب الألبانية 2017، أدى إلى تغيير المعطيات. وتم توقيع اتفاق مع اليونانيين في يوليو، يهدف إلى جعل البلاد "جمهورية شمال مقدونيا".
"نعم" تؤدي إلى تثبيت تغيير الإسم؟
أجابت الوكالة الفرنسية عن ذلك السؤال في تقريرها بـالاستناد لقرار رئيس الوزراء زوران زاييف، على توفر الطابع الاستشاري للاستفتاء، بحيث يتعين تثبيت نتيجته في البرلمان، بأكثرية الثلثين غير المتوافرة للائتلاف الحاكم.
ومن أجل اعتماد الاسم الجديد، يتعين الاعتماد على تأييد قسم من اليمين الذي يبدو منقسما، ويأمل زاييف في مشاركة قوية و"نعم" صريحة وكثيفة لا تترك أي خيار لمعارضيه، إلا أن لا تزال تتواجد أمامه عقبه أخيرة: التصديق اليوناني.
لماذا سيوافق المقدونيون؟
قد تدفع رغبة الكثيرين للتقارب مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، للموافقة على تغير الاسم، لذلك فإن "نعم" هي المرجحة.
وإذا فازت "لا"؟
يمكن للبرلمان نظريا، أن يعارض هذا الاستفتاء، إلا أنه من غير المحتمل الحصول على نسبة الثلثين النيابية، ومع "لا" ستغلق بالتأكيد أبواب الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
هل سيتغير اسم اللغة؟
في نظر عدد كبير من المقدونيين، هذا خط أحمر، وينص الاتفاق على أن تبقى لغتهم اللغة "المقدونية"، وهذا انتصار لزوران زاييف.
هل يتعين التخوف من تدخل روسي؟
بحسب وزير الدفاعي الأمريكي جيم ماتيس، فتمكنت موسكو من تمويل أنصارها لرفض الاستفتاء، إلا أن زوران زاييف لا تتوفي لديه أدلة حول ذلك.
هل تلوثت الحملة بالأخبار "الزائفة"؟
كانت مقدونيا مركزا لإنتاج "الأخبار الزائفة" خلال الحملة الرئاسية الأمريكية في 2016.
وتوفرت أيضا أخبار زائفة خلال الحملة، مثل هذه الشائعة التي تفيد أن الحلف الأطلسي ينوي إجراء تجارب على اليورانيوم المنضب على الأرض المقدونية. لكن تلك الإشاعات لم يكن لها دور حاسم.