هل ينتصر الجنوب في معركة الإعلام الجديد لحزب الإصلاح؟

الاثنين 1 أكتوبر 2018 19:38:59
هل ينتصر الجنوب في معركة الإعلام الجديد لحزب الإصلاح؟

رأي المشهد العربي

يراهن حزب الإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن على الإعلام من أجل نشر أفكاره وتحقيق أهدافه في المجتمع المحلي والإقليمي والدولي.

واتخذ حزب الإصلاح من إنشاء كيانات إعلامية لطرح أفكاره طريقاً نحو تنفيذ مخططه في الإبقاء على الصراع داخل الأراضي اليمنية وتوسعت نفوذه بالشمال، مع زيادة الهجوم على الجنوب لزعزعة موقف التحالف العربي.

وبعيداً عن التحليلات الشخصية في هذا الإطار فإن متابعة المواد التي بثتها منابر الإصلاح الإعلامية تؤكد هذا الأمر، فعلى مدار الشهور الماضية ركزت منابر الإصلاح على فكرة فشل الحكومة في مواجهة الأزمات، وكذلك التركيز على مزاعم أخطاء التحالف العربي، بالإضافة إلى تحسين الخطاب الموجه نحو المليشيات الحوثية.

محللون يرون أن التحول في خطاب الإصلاح هدفه إطالة الصراع داخل اليمن من أجل زيادة فرص التواجد القطري بصورة أكبر خاصةً مع ارتفاع نسبة التخوفات من قرب سيطرة دول التحالف على الوضع الميداني وتقهقر الحوثيين.

 وأسس الحزب خلال الأسابيع الماضية قناة جديدة تحمل اسم "عدن اليوم"، وذلك بتمويل قطري وتحت إدارة إعلام الإخوان المسلمين المدار من قبل مركز قناة الجزيرة القطرية.

وحاولت إدارة القناة عدم الإعلان عنها لغرض التشويش على الرأي العام الجنوبي وعدم اكتشاف وقوف قطر وراء تمويلها بشكل مباشر وتخضع لسياساتها في استهداف الجنوب ونضالات شعبه.

ولم تتوقف سياسة سيطرة الإصلاح على المجال الإعلامي باليمن عند هذا الحد بل امتد فضائياً لمسألة السيطرة على قنوات الشرعية الرسمية ووكالة الأنباء "سبأ"من أجل تمرير سياسات الإخوان باستخدام شرعية عبدربه هادي.

وكيل وزارة الإعلام اليمنية صالح الحميدي، قال في تصريحات صحفية إن موجهي الإعلام الحوثي وطاقم العمل الذي يدير قنوات الانقلابيين في اليمن هم خبراء إيرانيون وإعلاميون تابعون لمليشيا حزب الله اللبناني، وأن قناة الجزيرة القطرية هي من تقود هذه العملية عبر التمويل والتوجيه الفني، بعدما وضعت إمكانياتها في العاصمة صنعاء تحت تصرف الحوثيين.

وأضاف الحميدي أن وجود قنوات كثيرة كان البعض يعتبرها عربية لكن فوجئ الجميع بأنها تعمل لصالح جهات بعينها، مشيراً إلى أنه جرى إصدار 295 صحيفة ما بين يومية وأسبوعية، و17 قناة فضائية خلال الفترة الأخيرة بتمويل إيراني وقطري من أجل ضرب الشرعية في كافة المحافظات.

ويبدو أن تحركات الإصلاح للسيطرة على الحقل الإعلامي لم تتوقف عند القنوات الفضائية، فقد انتقلت كذلك إلى الإذاعة.

والقصة بدأت مع قيام الإصلاح بالسيطرة على ما تبقى من الإذاعة الحكومية في تعز وقاموا بتشكيل لجنة لإدارتها مكونة من كوادر للحزب وبعض عناصر الإدارة المُقالة سابقاً.

وفوجئ مستمعو الراديو ببث إذاعة تعز من جديد على تردد “89.5 FM” ولكن ببرامج إصلاحية وأفكار تخص جماعة الإخوان.

 وأوضحت مصادر أن المحامي نجيب قحطان شارك في عملية استلام ما تبقى من أجهزة الإذاعة من مسلحين تابعين للإصلاح، وشرعن إعادة تشغيلها عبر إدارة مقالة.

فيما بّينت لجنة استلام أجهزة الإذاعة والمشكلة من قبل محافظ تعز، رفض المدير السابق عبدالرقيب السامعي تسليم أجهزة الإذاعة والتي استلمها قبل عامين من قيادة المحور، ورفض قبول قرار إقالته.

وتحاول عناصر الإصلاح من خلال الإذاعة التي تعد واحدة من أقدم الإذاعات اليمنية حيث تأسست عام 1963 وجرى تدشين بثها الرسمي في يوليو 1964، تمرير أفكارها ومخططاتها إلى كافة المنازل اليمنية.

المحلل السياسي والإعلامي محمد غلاب، قال إن جماعة الإخوان ترتكز دائماً على مسألة الإعلام في نشر قضاياها والعمل على توسعة قاعدة الانتشار السياسي والإعلامي لها في أرجاء اليمن، مشدداً على إنشاء العشرات من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية هو بمثابة خطة ممنهجة من قبل قطر لمساعدة الإصلاح على تحقيق أهدافها.

وأضاف غلاب في تصريحات خاصة لـ"المشهد العربي"، أن الحرب لم تعد مقتصرة على الجيوش والأسلحة لكن الحرب المعنوية وما يشمهل من غرس الأفكار ومحاربة التوجهات المضادة أصبحت جزء أصيل من الأفكار التي ترتكز عليها المنظمات والدول في تحقيق أهدافها.

وتوقع أن تنجح الحملات الإعلامية للإصلاح في تحقيق بعض أهدافها خاصةً مع زيادة التعاون مع الجماعات التابعة لإيران، داعياً قوى الجنوب إلى التسلح بآليات إعلامية جديدة وقوية قادرة على منافسة تلك التوجهات.

وشدد على أن ما يعيب الإعلام الجنوبي هو عدم قدرته على بناء وسائل قوية تستطيع مجابهة التحركات الإعلامية للإصلاح، مشيراً إلى أن الأمر لا يتوقف عند درجة الحماسة أو الرغبة لكن التمويل القوي والتحرك في بعض البلدان المجاورة والارتكاز على كوادر إعلامية قوية سيساعد على خلق إعلام جديد يواجه الآليات الإعلامية للإصلاح خلال الفترة المقبلة.

ويبقى التساؤل الأهم في تلك القضية مدى قدرة الجنوب ووسائله الإعلامية على مواكبة التطورات التي يقوم بها الإعلام الإصلاحي بمساندة قطر وتركيا، وكذلك خلق أفكار جديدة قادرة على مواجهة تلك التحديات.