تلفزيون الصين: الجنوب اليمني يدفع فاتورة الحرب وفساد الحكومة

الأحد 7 أكتوبر 2018 20:10:54
تلفزيون الصين: الجنوب اليمني يدفع فاتورة الحرب وفساد الحكومة

ترجمة خاصة بالمشهد العربي

تحت عنوان "العواقب الاقتصادية للحرب في اليمن"، سلطت شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) الضوء على تردي الأوضاع الاقتصادية في عدن، وانخفاض قيمة الريال اليمني، وازدهار السوق السوداء، وتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل الحرب الطاحنة التي أشعلتها مليشيات الحوثي الانقلابية في البلاد، وفساد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مما أثار الاحتجاجات في جميع أنحاء الجنوب ضد الحكومة.

ويقول صاحب متجر للخضروات، يبلغ من العمر 52 عامًا، في أحد الأسواق المفتوحة في عدن: "لقد تغيَّر كل شيء"، ويضيف وهو يمسك بالقثاء: "اعتادنا شراء هذا بمبلغ يتراوح بين 1500 و2000 ريال، لكنه الآن يتراوح بين 5000 إلى 6000 وإلى 7000 ريال، وفي العديد من الأوقات لا يمكننا حتى العثور عليه، يتعين على الحكومة فعل المزيد، فارتفاع الأسعار قاسي، ونحن نصارع من أجل البقاء على قيد الحياة".

وذكرت الشبكة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) – أن الجميع تقريبًا في اليمن يتفقون الرأي مع صاحب المتجر، لأن اقتصاد البلاد في حالة يُرثى لها.

وأشارت الشبكة إلى أن الريال اليمني خسر أكثر من ثلاثة أضعاف قيمته على مدى السنوات الثلاث الماضية، في حين يكتنز المزيد والمزيد من الناس العملات الأجنبية.

ويقول هشام عارف أبو سيف مدير أحد مكاتب صرف العملات الأجنبية بالمدينة: "هذا يتسبب في ازدهار السوق السوداء، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بجنون، فعندما لا يجد رجال الأعمال العملة الأجنبية في السوق، يضطرون لشرائها من السوق السوداء بأسعار أعلى، وهذا يؤدي إلى ارتفاع أسعار كل شيء، كما أنه يؤثر على المستهلكين، ويجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة لأولئك الذين لديهم دخل محدود".

وفي العام الماضي، قرر البنك المركزي اليمني تعويم الريال، الذي كان ثابتًا عند 250 ريالًا للدولار الأمريكي الواحد، وفي وقت سابق من الشهر الجاري، بلغ الريال أدنى مستوياته التاريخية ليصل إلى 800 ريال للدولار الواحد.

ولفتت الشبكة إلى أن المستلزمات الأساسية - مثل الخبز - أصبحت باهظة التكلفة، حيث ازداد سعر الطحين بأكثر من الضعف، كما أن الحصار المفروض على الموانئ والطرق جعل من الصعب جلب البضائع إلى داخل اليمن وفي أنحائه، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية البائسة بالفعل في البلاد.

وألمحت الشبكة إلى أن شحنات الستين ألف لتر التي اعتمدت بشدة على النفط المستورد والتي كان ترد إلى اليمن مرة كل يوم قبل الحرب قد هبطت إلى مرة واحدة كل 10 أيام إلى 15 يومًا، بسبب الافتقار إلى العملات الأجنبية وانعدام الأمن.

ويقول صلاح شليبي، البالغ من العمر 49 عامًا: "عندما يكون متوفرًا، يصطف الناس لساعات لشرائه بأسعار السوق السوداء، وهذا الأمر صعب للغاية، فلا يوجد غاز، وكلها سوق سوداء".

ويضيف شليبي: "سعر البنزين المُهَرَّب يبلغ 8.600 ريال لكل 20 لترًا، لكنه يُباع داخل المحطات كغاز قانوني، ويجب أن يُباع بالسعر العادي وهو 6.600 ريال، الذي يعتبر باهظ الثمن أيضًا".

ونبَّهت الشبكة إلى أن أسعار التعليم وحتى الأدوية المنقِذة للحياة تظل بعيدة عن متناول العديد من اليمنيين، فعلى الرغم من ضخ المملكة العربية السعودية مبلغ 2.2 مليار دولار أمريكي إلى البنك المركزي اليمني، يقول الكثيرون إنهم لا يرون أي تحسينات.

واتهم أحد مواطني عدن يُدعى ناصر مروان الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي بالفساد، قائلًا: "لا نستطيع شراء الأرز، ولا نستطيع شراء السكر، ولا نستطيع شراء النفط أو الغاز، لا شيء! لا يحصل المواطن على راتب، ومصدر رزقنا بين يدي الله، ماذا عسانا أن نفعل؟ أيجب علينا أن نسرق؟".

ونوَّهت الشبكة بأنه لم يتم دفع رواتب أكثر من مليون عامل في القطاع العام لأشهر، بسبب نقص العملة في البنك المركزي اليمني.

وأشارت الشبكة إلى أن هذا الوضع الاقتصادي المتدهور أثار الاحتجاجات في جميع أنحاء الجنوب ضد الحكومة، ودعوة المملكة العربية السعودية - التي تقود تحالفًا يدعم مقاتلي الحكومة اليمنية ضد المليشيات الحوثية - إلى بذل المزيد من الجهود.

ويقول أستاذ التمويل والاستثمار في جامعة عدن الدكتور مسعد أحمد القطاربي: "تشير جميع المؤشرات إلى أن الوضع يزداد سوءًا، فلم تتخذ الحكومة أي قرارات كبيرة، ويمكن للتحالف أن يضغط على الحكومة لعلاج الوضع".

واختتمت الشبكة قائلة إنه حتى يتم تحقيق تحسينات في اليمن، تخشى وكالات الإغاثة من أن انهيار الاقتصاد قد يؤدي إلى قتل المزيد من اليمنيين بدرجة أكبر حتى من العنف الكامن وراءه.

النص الأصلي