تعامل سياسي وأمني مع قضية اختطاف المقدم الجعدني.. الجنوب يغلق أبواب الفتنة
تولي القيادة الجنوبية، اهتماما كبيرا بالتعامل مع قضية اختطاف المقدم على عشال الجعدني، في رسالة واضحة بأن الجنوب يصر على غرس دولة القانون والتصدي لأي ممارسات لتهديد الأمن.
قضية اختطاف المقدم الجعدني فرضت نفسها بقوة في اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة علي عبدالله الكثيري القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس الجمعية الوطنية، وبحضور وزراء المجلس في الحكومة، ورؤساء الهيئات المساعدة.
اللجنة وقفت في مستهل اجتماعها، أمام التطورات المرتبطة بقضية اختطاف المقدم علي عشّال الجعدني، وفقا لإحاطة مقدمة من وزير الدولة، محافظ العاصمة عدن، رئيس اللجنة الأمنية أحمد حامد لملس، ومدير أمن العاصمة اللواء مطهر علي ناجي.
واستعرض لملس وناجي، ما أنجزته اللجنة الأمنية بخصوص القضية وإجراءات جمع الاستدلالات والتحقيقات التي تمت مع المتهمين الذين تم ضبطهم على ذمة القضية، وإجراءات الإحالة إلى النيابة العامة لمباشرة مهامها وفقا للنظام والقانون.
واستمعت الهيئة، في اجتماعها الذي حضره الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة أبين مهدي الحامد، إلى إحاطة قدمها عضو هيئة الرئاسة، عضو لجنة المتابعة عبدالناصر الجعري، عن نتائج اللقاءات التي عقدتها اللجنة مع محافظ محافظة أبين، والقيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة، وممثلين عن أسرة المختطف عشّال، في إطار الجهود التي تبذل من قبل قيادة المجلس الانتقالي لمتابعة سير القضية، وضمان عدم حرفها عن مسارها القانوني.
وجددت الهيئة في هذا الشأن، إشادتها بالحرص الكبير، والمسؤولية الوطنية التي أبدتها أسرة المختطف عشّال، بقطعها الطريق على المتربصين الذين حاولوا استغلال القضية لضرب اللحمة الوطنية الجنوبية، وإثارة الفوضى، واستهداف منظومة الأمن في العاصمة عدن.
وشددت على أهمية استكمال الإجراءات القانونية اللازمة من قبل النيابة، وإحالت ملف القضية للمحكمة المختصة لسرعة البت فيها، باعتبارها قضية رأي عام لا تقبل التأخير أو التأجيل.
وأثنت الهيئة على دور الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، ومحافظة أبين، وما بذلوه من جهود كبيرة لجمع الاستدلالات وكل ما له صلة بالقضية، وآلية التنسيق والتعاون التي تمت بينهما وأفضت إلى سرعة إحالة ملف القضية للنيابة العامة.
وأشادت الهيئة في سياق اجتماعها، بالإجراءات التي اتخذتها اللجنة الأمنية العُليا في العاصمة عدن لتعزيز الأمن والاستقرار، وفي مقدمتها قرار منع تحرك السيارات غير المرقمة وتجولها في شوارع العاصمة.
ودعت في السياق، المسؤولين المدنيين والقادة العسكريين والأمنيين إلى التعاطي بإيجابية مع هذه الإجراءات التي شأنها أن تُعزز الأمن والاستقرار، وتساعد الأجهزة الأمنية على القيام بمهامها.
بالتزامن مع ذلك، شهدت محافظة أبين، اجتماعًا موسعًا للقيادات العسكرية والأمنية، بالمحافظة، بحضور عضوي هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عبدالناصر الجعري والخضر السعيدي، ومحافظ محافظة أبين اللواء ابوبكر حسين سالم ورئيس تنفيذية انتقالي أبين حسن منصر غيثان الكازمي، لمناقشة جملة من القضايا الأمنية والعسكرية وتداعيات اختطاف المقدم علي عبدالله عشال الجعدني.
وأكد اللواء أبوبكر، خلال اللقاء الذي حضره مدير أمن المحافظة علي ناصر باعزب، وقائد قوات الحزام الأمني حيدرة السيد، والعميد مختار النوبي قائد محور ابين والعميد سند الرهوة، ومندوب عمليات اللواء السادس عبدالله باحيلة ورئيس لجنة مكافحة الفساد بالجمعية الوطنية محمد احمد الشقي على أهمية تكثيف الجهود والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، والتعامل الحازم والجاد مع أي تهديدات في الجانب العسكري والامني، لضمان حماية المواطنين، وتعزيز الأمن والاستقرار في جميع مديريات محافظة أبين، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون مع كافة الأجهزة الأمنية، بما يمكنها من إنجاز مهامها ومسؤولية بفعالية.
ووقف الاجتماع، أمام جُملة الموضوعات المدرجة في جدول أعمالها، والمتعلقة بخطف المقدم علي عبدالله عشال الجعدني، وجهود وإجراءات فرض الأمن والاستقرار في المحافظة، داعية إلى رفض تسييس القضية، واتخاذ الإجراءات القانونية ومتابعة القضية من قبل اللجنة العليا، حتى يتم الوصول إلى كامل الجناة وتقديمهم للعدالة.
ودعا الاجتماع، إلى تغليب المصلحة العامة وعدم الانجرار إلى القوى التي تحاول زعزعة الامن والاستقرار وإقلاق السكينة في محافظة أبين، والتسلق على القضايا العادلة، بما يسهم بالاضرار بالمصالح العامة للمواطن.
كما بحث الاجتماع الوضع الأمني في المحافظة، والتحديات الراهنة التي تواجهها الأجهزة الأمنية فيها، والإجراءات المُتبعة لتعزيز حالة الأمن والاستقرار وحفظ السكينة العامة للمواطنين.
التوجيهات المستمرة من القيادة الجنوبية إزاء هذه القضية تبعث برسالة واضحة حول تمسك الجنوب بحسم هذا الملف، ووضع حد لأي تهديدات أمنية يتعرض لها الجنوب، وتفويت الفرصة عن مساعي القوى المعادية للنيل من الجنوب.
وتعامل الجنوب بحزم مع هذه القضية يحول دون تمكن قوى الإرهاب اليمنية من استغلال هذه القضية في إطار سياسي في استهداف الجنوب وقيادته السياسية, لا سيما مع المساعي المشبوهة لقوى الاحتلال لتصوير الجنوب بأنه غير آمن.
وهذه السياسات الحاسمة والحازمة يتبعها الجنوب إزاء مختلف التحديات المثارة على الساحة، لتفويت الفرصة على قوى الإرهاب اليمنية من التوسع في أجنداتها المعادية.