الرئيس الجزائري: زيارة فرنسا أمراً مهينا

الأحد 6 أكتوبر 2024 23:44:54
الرئيس الجزائري: زيارة فرنسا أمراً مهينا

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنه يعتبر زيارة فرنسا أمراً مهينا، وذلك بعد تجدد التوتر بين البلدين، قائلاً: "لن أذهب إلى كانوسا".


و"الذهاب إلى كانوسا" الذي أطلقه المستشار الألماني بسمارك في نهاية القرن الـ 19، يعني طلب للمغفرة، في تذكير بإجبار الإمبراطور الألماني هنري الرابع في القرن الـ11، على الذهاب إلى مدينة كانوسا الإيطالية ليطلب من البابا غريغوري السابع رفع الحرمان الكنسي عنه.


وكانت زيارة الرئيس الجزائري، التي أرجئت مراراً منذ مايو 2023، مقررة بين نهاية سبتمبر الماضي، ومطلع أكتوبر 2024.


ولكن العلاقات بين الجزائر وباريس عادت إلى الفتور بعد أن أعلنت باريس في نهاية يوليو الماضي، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة البوليساريو المطالبة باستقلالها عن المغرب.


وسارعت الجزائر إلى استدعاء سفيرها في باريس، وخفضت تمثيلها الدبلوماسي وأبقت على قائم بالأعمال.


وعن الاستعمار الفرنسي من 1830 إلى 1962، ومسألة الذاكرة، قال الرئيس الجزائري: "نريد الحقيقة التاريخية ونطالب بالاعتراف بمجازر الاستعمار الفرنسي الذي كان استيطانياً بحتاً"، مضيفا "لن نقبل الأكاذيب تُنسج حول الجزائر".


وفي معرض حديثه عن التجارب النووية الفرنسية في الجزائر، قال تبون لفرنسا: "إذا أردتم أن نكون أصدقاء، تعالوا ونظفوا مواقع التجارب النووية".


وبين 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية، في الصحراء الجزائرية. وكشفت وثائق رُفعت عنها السرية في 2013، أن هناك تداعيات إشعاعية كبيرة اليوم، تمتد من غرب أفريقيا إلى جنوب أوروبا.


وأشار تبون أيضاً إلى الاتفاقية الفرنسية الجزائرية في 1968، والتي تمنح وضعاً خاصاً للجزائريين في التنقل والإقامة والعمل في فرنسا. وقال إنها "أصبحت فزاعة وشعاراً سياسياً، لأقلية متطرفة يمينية في فرنسا تدعو إلى مراجعتها".


وفي ديسمبر 2023، رفضت البرلمان الفرنسي نصاً يطلب من السلطات إلغاء الاتفاقية. وتقضي الاتفاقية الموقعة في وقت كان الاقتصاد الفرنسي في حاجة إلى يد عاملة، بمنح الجزائريين امتيازات مثل استثنائهم من قوانين الهجرة. والبقاء في فرنسا بموجب "تصريح إقامة" وليس "بطاقة إقامة"، ومزاولة نشاط تجاري، أو مهنة مستقلة، والحصول على سند إقامة لـ 10 سنوات بسرعة أكبر من رعايا دول أخرى.