مساجد اليمن.. شاهد على انتهاكات مليشيا الحوثي

السبت 27 أكتوبر 2018 19:05:35
مساجد اليمن.. شاهد على انتهاكات مليشيا الحوثي


رأي المشهد العربي

استمرار لمسلسل انتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية التابعة لإيران، مازال استهداف المساجد أحد استراتيجيات المليشيات سواء للسيطرة عليها لنشر أفكارها المتطرفة أو لتحويلها إلى مراكز تابعة لها أو حرقها أو هدمها إذا استدعى الأمر لذلك.

فكيف لرجل دين أو مدافعا عنه أن يهدم بيوت الله، أن يصعد فوق منبر خلق لإرشاد الناس على طريق ربهم، فيستغله هو منبرا للدعوة لأفعاله المشينة.

أي دين هذا الذي تعلمه عناصر مليشيات الحوثي التابعة لإيران لتستبيح حرمة بيوت الله فتهدمها أو تستخدمها كمنابر لدعواتها الطائفية، وإلا فتقتل من به وتذرهم أموات أسفل أنقاض بيت من بيوت خالقهم.

انتهاكات الحوثي المتتالية بحق الإسلام كفيلة لتخرجهم منه، وفي الوقت الذي تصرخ في العالم من أجل الاعتراف بهم، لكنه يعتبرهم منظمات إرهابية لأنه يعي جيدا مدى خطورة مثل هذه الجماعات الشيطانية التي تحركها عقول عبث بها الشيطان الرجيم.

فهدم المساجد انتهاك من نوع جديد يضاف لرصيد مليشيا الإرهاب، وكأن صوت بيوت الله يشعل الضجيج المثبت بداخلها، فيوقظ شيئا من ضميرها، فتتحرك سريعا لإيقافه، فمنذ سيطرتها على صنعاء وبعض محافظات اليمن عام 2014، وقامت مليشيا الحوثي بتفجير ونسف عشرات المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم في تلك المناطق.

حرق المساجد

قامت المليشيات مؤخراً بقصف مسجدا بقذائف الهاون في قرية المنظر التابعة لمديرية الحَوَك جنوبي مدينة الحديدة.

وبحسب تصريحات أهالي القرية، فإن مليشيات الحوثي قصفت وبشكل عشوائي مسجداً وعدداً من منازل المواطنين وألحقت بها دماراً كاملاً، وكأن حروبها باتت الأن مع بيوت الله.

كما أقدمت أيضاً الجمعة قبل الماضية على إحراق مسجداً في مديرية جهران بمحافظة ذمار بعد رفض الأهالي تأدية الصرخة الطائفية.
وبحسب تصريحات أهالي القرية، فإنه وخلال تأدية صلاة الجمعة حينما حضر أحد قيادات المليشيا للصلاة بالمسجد طلب أتباعه من المصلين ترك الصلاة وتأدية الصرخة إلا أن المواطنين رفضوا ما طلبته المليشيات فأقدم أتباع هذا القيادي والمدعو "أبو أحمد شملان" بحرق المسجد.

والصرخة الحوثية هي الشعار الذي اتخذته مليشيا الحوثي لها، ويتضمن عبارات حماسية تدعو إلى الثأر والانتقام من أمريكا واليهود، يعتبر أحد سمات الصورة الحوثية، التي ظهرت منذ تغيير الحكم في اليمن، في 2012، بيد أنه لا يتعدى إطار الصورة.

"الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"؛ شعار صار يملأ الأماكن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، بل إن المسلح الحوثي لمن لا يعرفه من هيئته، يستدل عليه من سلاحه الذي يلصق عليه ذلك الشعار.

فأي نصر للإسلام يتحدثون عنه، وهم يحرقون مساجد المسلمين، لرفض الأهالي ترديد صرختهم المزعومة بها؟

وباتت تلك "الصرخة" وكأنها هي الدعوة لقضيتهم، فعهم بلا قضية ولا هدف، فيفرضونها في مجالسهم وفي حروبهم، وحتى في لقاءاتهم فيما بينهم ونقاشاتهم العادية، حتى في بيوت الله، فقد أمنوا بالصرخة أكثر من إيمانهم بالله سبحانه وتعالي.

ثكنات عسكرية

وبحسب تقارير أعدتها منظمات حقوقية يمنية فإن مليشيا الحوثي الإرهابية استغلت بيوت الله لتحويلها لثكنات عسكرية، وذلك بسبب البنية القوية للمساجد وزيادة مساحتها، أيضا بسبب استغلالها البعد العقائدي لدى اليمنيين، والذي يخشون اقتحام بيوت الله أو تحويلها لساحة للقتال.

وأشارت التقارير إلى أن هناك 176 مسجداً عمدت الميليشيات، بحسب آخر إحصائية قامت بها وزارة الأوقاف والإرشاد، إلى تدميرها أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وبحسب تقرير أصدرته وزارة الأوقاف والإرشاد، فإن انتهاكات المليشيا الحوثية، طالت قرابة 750 مسجداً في اليمن؛ توزعت بين التفجير الكُليِ، والقصف بالسلاح الثقيل، والنهب لكافة محتوياته من أثاث وتجهيزات، ناهيك عن تحويل بعضهم إلى مقرات لهم.

وبحسب التقرير ذاته، الذي شمل أربع سنوات منذ العملية الانقلابية وحتى نهاية 2016، فإن مساجد محافظة صعدة وأمانة العاصمة طالتهما النسبة الأكبر من انتهاكات الحوثيين، بواقع 282 مسجداً في أمانة العاصمة، و115 في محافظة صعدة، فيما بلغ عدد المساجد التي فجرها الحوثيون 80 مسجداً، والتي قصفوها بالدبابات والأسلحة الثقيلة بلغت 41 مسجداً، فيما اقتحموا وعبثوا بـ117 مسجداً، وحولوا 157 مسجداً إلى ثكنات عسكرية.

وتعتبر المليشيا التابعة لإيران الشيعية، مساجد أهل السنة لا حكم لها ولا حرمة؛ لأنها أسّست على جرفٍ هارٍ وهي مساجد ضرار"، ومساجد الضرار هي مساجد الكفار.

على أية حال لن نقول فقط للبيت رب يحميه، وإنما هناك تحالف عربي تقوده السعودية والإمارات أذاق جماعة الحوثي المرار وهى الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد خسائرها الكبيرة على جميع الجبهات.