جزيرة قطر.. سلاح الغدر في اليمن
رأي المشهد العربي
إذا أردت أن تكشف عدوك فاجعل فيما بينكما أزمة قوية، فالأزمات وحدها كفيلة لإزالة الستار عن الوجوه القبيحة هكذا تماما ما أثبتته قطر حينما بدأت بتوجيه وتصويب منابرها ووسائلها الإعلامية، صوب التحالف العربي في اليمن الذي كانت شريكة فيه قبل أن تطرد منه بعد مقاطعة دول الخليج لها ردا على دعمها وتمويلها للإرهاب.
وكانت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية بقطر، وأخذت قرارات متفرقة بشأن منع سفر مواطنيها إليها، وإغلاق المجال البحري والجوي أمام الطائرات والبواخر القطرية، وذلك في يونيو 2017.
ووجهت السعودية لقطر تهمة محاولة شق الصف الداخلي السعودي، بينما الإمارات، فارتأت أن قطر تحتضن المتطرفين وتروج فكرهم في إعلامها، كما أكدت البحرين، أن الدوحة عملت على محاولة إسقاط النظام الشرعي في المنامة، ومن جهتها، قالت مصر إنها ساعدت الإخوان المطلوبين دولياً ودعمتهم ومولتهم، كما أنها فتحت لهم منابرها الإعلامية، واستقبلتهم في أراضيها.
وتعد "قناة الجزيرة"سلاح الإمارة القطرية الوحيد الذي أسسته ليكون صوتها العالي ضد الحق، وفي تزييف الحقائق لصالحها وصالح من يواليها، حتى وإن كانت ستصنف دولة غربية أو صهيونية على آخرى عربية.
وبعد أن فشلت مخططاتها في العديد من الدول العربية بدأت توجه ضرباتها بشكل مختلف، حيث وجهت قناتها الإرهابية، لتلفيق التهم والتقارير والأخبار الكاذبة، ضد التحالف الذي يجمع أكبر دول المقاطعة وهي الإمارات والسعودية، حيث تعمدت حل التحالف العربي وتشويه صورته أمام العالم، إلا أن المواقف دائما ما تثبت كذبها وخبثها.
"قطر يليكس" مخطط الجزيرة الخبيث
كشف موقع "قطر يليكس"، أن قناة الجزيرة تلعب دورا خطيرا على عدة أصعدة لهدف واحد، وهو الانتصار لأهداف تنظيم الحمدين الخبيثة، حتى لو جاء ذلك على حساب أمن واستقرار الدول العربية، حيث وظف أمراء الإرهاب قناة الجزيرة لتشويه التحالف العربي باليمن، وتجلى ذلك في إذاعتها فيلما مكذوبا حول جهود تحرير البلاد من الحوثيين.
كتائب أبو العباس
وأضاف الموقع، أن الجزيرة ركزت إمكاناتها في الفبركة والتدليس، وسلطت الضوء على" كتائب أبو العباس" إحدى وحدات الجيش، وزعمت تنفيذها لاغتيالات ضد المقاومة الشعبية في مدينة تعز، و اتهمت عناصرها بالانتماء لتنظيمي القاعدة و داعش، وادعت كذبا أنها تسعى للسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية.
ولفت إلى أن القناة سعت لتقويض عمليات الكتائب لتحرير الجبهة الشرقية للمحافظة وانطلقت الحملة بعد مواجهات مع عناصر حزب الإصلاح الإخواني، كما أن سلطة تعز المحلية دانت الفبركات الصادرة عن الجزيرة القطرية، ونددت بافتراءات بوق الدوحة على الجيش والمقاومة الشعبية.
كما أن السلطات اليمنية استغربت إصرار الإعلام القطري على تجاهل جرائم الحوثيين، وأشادت بدور التحالف في مساندة الشرعية وإغاثة اليمنيين، توعدت باستخدام حقها القانوني في مقاضاة شاشات الأكاذيب.
سر الفيلم الوثائقي المفبرك
غضبت قطر من كتائب أبو العباس السنية "اللواء 35"، وذلك بعدما سيطرت على شحنة أسلحة، حاولت مليشيا الإخوان تهريبها من داخل تعز إلى خارجها، ما تسبب في فضيحة عارمة للإخوان الحليف الأول للدوحة، وعليه اعتمدت الدوحة كعادتها الوحيدة في الانتقام من أعداءها، على قناة الجزيرة عن طريق عمل فيلم وثائقي مفبرك للواء 35، اعتمدت خلاله على مساعدات واعترافات مفبركة من صحفيين إخوان تابعين لحزب الإصلاح الإخواني باليمن.
وعلى الرغم من أن الإخوان وعبر نفوذهم في مؤسسة الرئاسة، قد نجحوا بالإفراج عن الشحنة المحتجزة وإعادتها إلى داخل المدينة، إلا أنه تولدت لديهم حالة من الهستيريا والرغبة بالانتقام من اللواء 35 مدرع، لا تزال تسكنهم وتقودهم للتحريض ضد اللواء ومحاولة جره للاقتتال.
وجاءت آخر محاولات الإخوان الانتقامية، من خلال تنظيمها دعوة للتظاهر مؤخراً، في مديرية المسراخ، بحجة رفض أي تشكيلات أو تجنيد خارج إطار الدولة.
وتأتي هذه الدعوة بالتزامن مع تحشيد عسكري من قبل الإخوان، إلى مناطق اللواء 35 مدرع في مدينة التربة ومديريتي المسراخ والمعافر، ضمن مشروع ممنهج لاستهداف اللواء 35 مدرع، وعلى مسرح عملياته في الريف الجنوبي لتعز والذي يعد بوابة تعز وشريان الحياة فيها.
ذراع الشر الإعلامي لقطر
في السياق ذاته، كشفت صحيفة "الوطن" السعودية، عن مخططات "الجزيرة القطرية" لفبركة تقارير تركز على قتلى الأطفال والمدنيين بشكل خاص في مواقع الصراع، مؤكدة أن المشرفون عن العمل هم مسؤولون كبار بالنظام القطري، لإلحاق انتهاكات المليشيا بالتحالف العربي، والمقاومة الشعبية.
وأصدرت الصحيفة هذا التقرير في عام 2017، حيث أشارت إلى أن الدوحة "تقوم حالياً بعمل حثيث لإعداد تقرير خاص يتعلق بقصف معسكر اللواء 23 في منطقة العبر بمحافظة حضرموت الموالي للشرعية، إلى جانب استضافة شخصيات وأقارب لبعض الضحايا، بهدف توجيه الاتهامات للتحالف العربي وتشويه سمعته، إضافة إلى عرض مقاطع لبعض ضحايا مناسبات الزواج في اليمن، التي تمت مهاجمتها من قبل العناصر الحوثية بواسطة القصف المدفعي خلال العامين الماضيين، واتهام دول التحالف بتعمد ارتكابها".
ولفتت مصادر الصحيفة السعودية، إلى أن قطر تريد التركيز على دولة الإمارات وإلصاق التهم الكاذبة بها أكثر من غيرها، مشيراً إلى أن الإساءة لأي دولة في التحالف تعني الإساءة للتحالف برمته، مشدداً على أن عناصر الإخوان هم رأس الحربة في هذه التقارير من خلال الدعم بالصور والمعلومات المكذوبة التي امتهنوها عبر سياستهم بفضل الأموال القطرية.
وكشف التقرير عن أسماء أذرع الإخوان والقناة باليمن، ومن أبرزهم أحمد الشلفي وسعيد ثابت ومحمد القاضي، ومحمد ثابت، وسمير النمري، وجمال المليكي، مشيراً إلى أن هذه الأسماء لها علاقة قوية بإخوان اليمن، ويعملون تحت أجندة الجزيرة وتغطياتها المسيسة للأحداث اليمنية.
وأوضح التقرير، أن أغلب العاملين بالمنظمات الحقوقية في اليمن من جماعة الإخوان، مؤكداً التعاون الوثيق بين الانقلابيين الحوثيين والإخوان، بهدف تزويد قطر بمقاطع وصور مكذوبة، لتضليل الرأي العام والسعي إلى كسب ردة فعل ضد التحالف.
وبحسب المصادر، فقد ضاعفت قناة الجزيرة من أجور ومكافآت الكثير من الإعلاميين، من أجل التحرك لجمع أكبر قدر من الصور والمقاطع لضحايا حرب الحوثيين ضد المدنيين، ليتم عرضها بشكل تقارير وأخبار مكثفة بهدف تشويه التحالف، وهي خطوة قد تعكس مدى الحقد القطري على التحالف العربي بعد خروجها منه بسبب الخيانة.
ويشن مراسلو الجزيرة في اليمن، وأغلبهم من قيادات الإصلاح هجوماً عنيفاً على قوات التحالف حيث دعا أحد مراسليها، ويدعى سمير النمري، عناصر المقاومة والجيش في وقت سابق، إلى العودة لمنازلهم وترك الجبهات، واصفاً الحرب على المليشيا بأنها مؤامرة دولية هدفها تصفية حسابات، على حد وصفه.
وقد اتضح الحقد القطري تجاه دول التحالف وخاصة السعودية بعد قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فعلى الرغم من شفافية الرياض في بدء التحقيق الرسمي في مقتله إلا أن إعلام قطر الرخيص تمادى فى التشهير بسمعة السعودية من أجل تحقيق انتصار سياسي زائف.