الألغام الحوثية.. آلة موت لا تتوقف في اليمن

الخميس 1 نوفمبر 2018 20:00:41
الألغام الحوثية.. آلة موت لا تتوقف في اليمن

رأي المشهد العربي

تمثل الألغام الحوثية، خطراً كبيراً يهدد حياة اليمنيين فلم تترك المليشيات محافظة إلا وزرعت فيها الألغام والتي راح ضحيتها مئات المواطنين.

واحتلت محافظة الجوف المرتبة الرابعة من حيث عدد ضحايا الألغام، وتركزت حقول الألغام في مديريات، خب والشعف، المتون، والحزم، والمصلوب، والغيل.

وجاء التقرير الحقوقي لمكتب حقوق الإنسان بمحافظة الجوف، والذي كشف عن تسجيل أكثر من 713 حالة، ما بين قتل وإصابة لمواطنين مدنيين، جراء ألغام ميليشيا الحوثي الانقلابية التي زرعتها في الجوف ليوضح حجم الجرائم الحوثية تجاه الشعب اليمني.

ووثق التقرير خلال الفترة من مارس 2016 إلى سبتمبر 2018 نحو 183 حالة قتلا و308 ضحايا تعرضوا للتشوهات.

لم تكن محافظة الجوف وحدها المستهدفة فقد زرعت الميليشيا الانقلابية مئات الألغام في منازل المواطنين والطرق والتجمعات المدنية، والمزارع، في معظم المحافظات، إضافة إلى استخدامها المنشآت العامة والخاصة، إلى مناطق عسكرية وقامت بتفخيخها بالمتفجرات والألغام، التي توزعت بين ألغام مضادة للمركبات وألغام أفراد وألغام مصنوعة محليا على شكل أحجار وأشجار.

المدنيون كانوا أكثر المستهدفين من هذه الألغام، حيث قتل وأصيب العشرات من النساء والأطفال، إضافة إلى أنها تسببت في عدم عودة الكثير من الأسر إلى منازلهم بسبب حقول الألغام العشوائية التي زرعتها ميليشيا الحوثي.

مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن"مسام"، أعلن، أنه انتزع قرابة 12 ألف لغم زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية، في أوقات سابقة.

وقال مشروع مسام، في بيان صحفي، إنه تم انتزاع 11785 لغما، منذ بدء المشروع، حتى أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضح أن "المليشيا الحوثية حاولت إخفاء تلك الألغام والعبوات الناسفة بأشكال وألوان وطرق مختلفة، وراح ضحيتها عدد من الأبرياء، بينهم نساء وأطفال وأصيب آخرون بجروح خطيرة أو بتر للأعضاء."

ولفت البيان إلى أن" المشروع تمكن، خلال 3 أسابيع من شهر أكتوبر الجاري، من انتزاع 5,156 لغماً، بينها 77 لغماً مضاداً للأفراد و3,116 لغماً مضاداً للآليات و1,817 عبوة ناسفة و146 ذخيرة غير منفجرة"."

وبدأ مشروع مسام عملياته باليمن، في شهر يونيو/حزيران الماضي، وتمكن من انتزاع هذا العدد الكبير من الألغام التي زرعها الحوثيون بشكل مكثف في العديد من مناطق البلاد.

وفي الساحل الغربي استأنف المئات من مزارعي اليمن، العمل في مزارعهم، بعد توقف استمر أكثر من 3 أعوام، بسبب ممارسات ميليشيات الحوثي، ويواجه المزارعون صعوبات عدة، أبرزها الألغام التي خلفها الحوثيون.

 وزرعت مليشيات الحوثي عبوات ناسفة، براً وبحرا دون تفريق بين أهداف عسكرية أو مدنية، فضلاً عن ألغام على شكل جذوع أشجار النخيل.

وفي أحدث تطور لزرع الألغام كشف المركز الإعلامي لألوية العمالقة لجبهة الساحل أن مليشيات الحوثي زرعت عبوات ناسفة على شكل أشجار النخيل في مزارع مواطنين يمنيين بالقرب من كيلو 16 في الحديدة، قبل أن تنجح فرق الهندسة من اكتشافها وإبطال مفعولها.

وأوضح أن قوات ألوية العمالقة عثرت على عبوات ناسفة في مزارع المواطنين القريبة من كيلو 16 التابعة لمديرية الحالي بالحديدة وضعتها المليشيات في مزارع النخيل بعد أن تم تصنيعها بخبرات إيرانية على شكل جذع نخلة.

وأودت زراعة مئات الآلاف من الألغام والعبوات الناسفة في الساحل الغربي،  بحياة المئات من المدنيين.

الفرق الهندسية التابعة لألوية العمالقة تقوم بمجهود جبار في نزع عشرات الآلاف من تلك الألغام، وإبطال مفعول آلاف العبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات الحوثية، في الطرقات العامة ومزارع المواطنين والمدارس والمساجد ومنازل السكان.

وأوضحت "ألوية العمالقة" أن جماعة الحوثي، نقلت إرهاب الألغام من البر إلى البحر والمياه الإقليمية في البحر الأحمر، مؤكدة أنها جرائم ضد الإنسانية، وتهدد أكبر شريحة سكانية بالساحل الغربي، ممثلة بالصيادين وقواربهم، كما تشكل خطرا بحريا كارثيا إذا ما جرفتها الأمواج إلى الطرق الملاحية لسفن التجارة العالمية.

وأعلن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد"، الأحد، عن أرقام مفزعة تمثل أبرزها بمقتل 530 مدنيا و124 عسكريا بالألغام المضادة للأفراد المحرمة دوليا وفق اتفاقيات جنيف الأربع، بنسبة بلغت 72% من العدد الإجمالي.

ووفقا للتقرير - الذي رصد ضحايا الألغام خلال الفترة من سبتمبر/ أيلول 2014 إلى يونيو/ حزيران 2018 - فإن 713 رجلا و60‎ امرأة على الأقل قتلوا جراء ‎الألغام الأرضية التي زرعتها جماعة ‎الحوثي

كما بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا نتيجة الألغام 133 طفلا وإصابة 183 آخري، وحذرت المتحدثة باسم تحالف «رصد» لحقوق الإنسان في اليمن، بشرى العامري من كارثة إنسانية كبيرة تستهدف الإنسان اليمني نتيجة استمرار ميليشيا الحوثي في زراعة الألغام بشكل عشوائي.

وقالت العامري إن الألغام تكاد تكون هي الجريمة الأكثر بشاعة التي ترتكبها ميليشيا الانقلاب في اليمن، مشيرة إلى أنها لم تقم أي جماعة في اليمن بزراعة الألغام باستثناء الحوثيين الذين يرتكبون هذا العمل الإجرامي بشكل عشوائي ودون أي خرائط تساعد على نزعها.

 واعتبرت العامري أن عدم وجود خرائط يقف عائقا أمام فرق نزع الألغام، مؤكدة أن الضحايا هم من الأطفال والنساء ورعاة الأغنام خصوصا في الأرياف كما أن أصحاب المزارع هم الأكثر تضرراً.

وأوضحت أن أعداد المعاقين جراء هذه الألغام في تزايد مستمر، كاشفة أن محافظة تعز هي الأكثر تضرراً، متوقعة أن تشهد محافظتا صعدة والبيضاء الكارثة القادمة للألغام.

ولفتت إلى أن منظمات دولية صنفت اليمن بأنها أكبر حقل ألغام في العالم وفقاً للإحصاءات، مشيرة إلى أن الألغام التي نزعت خلال السنوات الأربع الماضية تتجاوز المليون لغم، إضافة إلى الألغام التي لا تزال مزروعة والتي انفجرت بالمدنيين.

 وحذرت العامري من أن ميليشيات الحوثي لا تستهدف فقط المقاتلين بل الأرض والإنسان اليمني.