قبل عودة ترامب.. السلطة الفلسطينية تعتزم السيطرة على مخيم جنين

الأربعاء 1 يناير 2025 19:17:44
قبل عودة ترامب.. السلطة الفلسطينية تعتزم السيطرة على مخيم جنين

تعتزم السلطات الفلسطينية، إنهاء الحالة المسلّحة في مخيم جنين في الضفة الغربية؛ للتكيّف مع قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وإظهار قدرتها على السيطرة على قطاع غزة بعد توقّف الحرب.


ومنذ أسابيع، اندلعت معارك عنيفة في المخيم بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وكتيبة جنين، التي تسيطر عليه، وتتألف من مسلحين ينتمون إلى فصائل فلسطينية مختلفة، ما تسبّب في 11 قتيلاً بينهم 5 من الأمن الفلسطيني، وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، و 4 مدنيين آخرين، وقيادي من كتيبة جنين.


وينتمي معظم عناصر كتيبة جنين إلى حركتي الجهاد وحماس اللتين تخوضان منذ 7 أكتوبر 2023 حرباً مدمّرة في قطاع غزة ضد الجيش الإسرائيلي.


ويقول مسؤول في السلطة: "الرئيس محمود عباس يرفض بشكل قاطع أي وساطة، مشددا على أن يسلّم هؤلاء أنفسهم وأسلحتهم للسلطة الفلسطينية".


وبدأت الأحداث في 5 ديسمبر بعد اعتقال الأجهزة الأمنية قيادياً ميدانياً من كتيبة جنين بتهمة حيازة أسلحة وأموال، أعقبه سطو مسلحين على مركبتين للسلطة الفلسطينية، ودأت الأجهزة الأمنية عملية عسكرية تحت شعار "حماية الوطن"، فحاصرت المخيم بعدد كبير من الآليات والعناصر.


واندلعت المواجهات بين الطرفين. وقالت الأجهزة في بياناتها إنها تستهدف "الخارجين عن القانون".


وشدّد المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء أنور رجب في بيان على أنه "لن يكون هناك أي تساهل مع هذه الفئة الضالة الخارجة على القانون".


وقال: "ستواصل الأجهزة الأمنية وبكل ما أوتيت من قوة، العمل لفرض النظام والقضاء على الفوضى وحماية أمن شعبنا مهما كانت التضحيات".


ويرى محلّلون أن القيادة الفلسطينية تسعى إلى "التكيّف" مع قيادة ترامب بسيطرتها على المخيم الذي يعتبر من أكثر المخيمات تسليحاً، وإظهار قدرتها على الإمساك بزمام الأمور في قطاع غزة، حيث ضعفت حماس إلى حد كبير بسبب الحرب المتواصلة منذ أكثر من 14 شهراً، بينها وبين إسرائيل.


وفي تحليل للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية الأسبوع الماضي، قال مدير المركز هاني المصري إن توقيت الحملة الأمنية التي "تنفّذ عشية قرب التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، وتتزامن مع تولي دونالد ترامب سدّة البيت الأبيض" في 20 يناير.


وحذّر من "الوقوع في براثن أوهام جديدة بأن ترامب الجديد يختلف عن ترامب القديم، وأن القيادة الفلسطينية إذا اختارت التعامل والتكيّف معه بدل المقاطعة يمكن أن تتقي شره، أو يمكن أن يوافق على بقاء السلطة في الضفة، وعلى عودتها إلى غزة إذا أثبتت جدارتها".


وأضاف "تعتقد السلطة أنها ستكون مقبولة من ترامب الجديد إذا خفضت السقف الفلسطيني".


يُذكر أن علاقات السلطة الفلسطينية برئاسة عباس تدهورت كثيراً خلال الولاية الأولى لترامب الذي نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأوقف المساعدات الأمريكية للفلسطينيين، وأعلن خطة للسلام عُرفت بـ"صفقة القرن" تسيطر من خلالها إسرائيل على القدس الشرقية، وتضم 30% من الضفة الغربية.