رسائل الرئيس الزُبيدي من قلب حضرموت.. الانتقالي ملتزم بتحقيق تطلعات شعبه


رسائل قوية بعث بها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقاء موسع عقده بمختلف شرائح وفئات المجتمع الحضرمي، بحضور محافظ المحافظة مبخوت مبارك بن ماضي.
الرئيس القائد الزُبيدي ألقى كلمة مهمة خلال اللقاء الذي حضره علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، وعدد من أعضاء هيئة الرئاسة، والوزراء، ورؤساء الهيئات والمؤسسات الحكومية، وقيادات السلطة المحلية، والمجلس الانتقالي بالمحافظة، والأكاديميون، والشخصيات الاجتماعية.
كلمة الرئيس تناولت الأهمية التي تحظى بها حضرموت، ومكانتها الاستراتيجية ودورها المحوري في مسيرة النضال الجنوبي.
الرئيس القائد قال إن زيارته والوفد الوزاري المرافق له تأتي تقديرًا ووفاءً لمحافظة حضرموت وأهلها، الذين كان لهم دورٌ بارزٌ في إشعال فتيل الثورة الجنوبية ومواجهة الطغيان.
وأضاف: "إن وجودنا اليوم في المكلا هو تأكيدٌ على دعمنا لمطالب أبناء حضرموت العادلة، وتمسكنا بموقفنا الثابت في الوقوف إلى جانبهم لضمان إدارة محافظتهم وتأمينها من المخاطر والتحديات".
ولفت إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان سبّاقًا في تبني مطالب حضرموت منذ إعلان عدن التاريخي في مايو 2017، وصولًا إلى مصفوفة المطالب التي أقرتها لجنة التواصل المنبثقة عن اللقاء الموسع لقيادات المجلس في سبتمبر 2024.
وفي كلمته أيضًا، تطرق الرئيس الزُبيدي إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه المحافظة، مؤكدًا أن الحرب المستمرة والانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي وحلفاؤها تستهدف مقدرات الجنوب، وفي مقدمتها المنشآت النفطية في حضرموت وشبوة.
وتابع الرئيس القائد: "شعبنا الجنوبي لن يخضع، وسينتصر بإرادته على كل محاولات تركيعه، وسيضع يده على ثرواته وموارده".
كما شدد الرئيس الزُبيدي على أن المجلس الانتقالي، من خلال شراكته في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، لن يدّخر جهدًا في سبيل التخفيف من معاناة أبناء حضرموت.
وأكد كذلك العمل مع السلطة المحلية على تحسين الخدمات، وتعزيز الإيرادات، وتشجيع الاستثمار بما يخدم المواطن وينهض بالمحافظة.
وأثنى الرئيس الزُبيدي أيضًا، على الدور البطولي لقوات النخبة الحضرمية في حفظ الأمن والاستقرار، مؤكدًا الحاجة إلى تعزيز قدراتها وتمكينها من الانتشار الكامل في كافة أرجاء المحافظة.
ووجه في هذا السياق، الشكر للأشقاء في التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، على دعمهم المستمر لحضرموت ومؤسساتها الأمنية.
وواصل الرئيس القائد كلمته بتجديد التأكيد على التزام المجلس الانتقالي بالدفاع عن حقوق حضرموت ومطالب أهلها، مشيرًا إلى أهمية وحدة وتلاحم أبناء المحافظة، وداعيًا إلى تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في سبيل تحقيق التنمية والاستقرار.
وأضاف: "نلتحم معكم بشكل مباشر في هذه المحافظة، أرض الحضارة والرسالات السماوية، التي يتوجب علينا جميعًا أن نحافظ عليها من خلال مؤسسات الدولة، فحضرموت تقود نفسها برجالها وأبنائها".
وأشار إلى أن مجلس القيادة الرئاسي كلّف لجنة لحل الإشكاليات القائمة في المحافظة، والتي لم يكن يتوقع أحد أن يصل فيها الوضع إلى هذا المستوى، باعتبار أن حضرموت تمثل أرض السلام والاستقرار، ولكن للصبر حدود، ولن نسمح بزعزعة الأمن والاستقرار فيها.
وأضاف: "لن ننسى تجديد التفويض الشعبي من قبل أبناء حضرموت، وقد نتجاوز صلاحياتنا من أجل حضرموت إذا لزم الأمر، فأبناء هذه المحافظة عانوا من الإرهاب، ولن نسمح بعودته مرة أخرى عبر مليشيات خارج إطار الدولة، وسنواجه ذلك بكل حزم".
وتابع: "قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة للحوار، وفريق الحوار حاور وسيواصل جهوده مع جميع المكونات، وفي طليعتهم مؤتمر حضرموت الجامع، الذي لم يستجب حتى اللحظة رغم الدعوات العديدة الموجهة لهم، ولكننا مستعدون لأن نواصل الجهود لأجل حضرموت، باعتبارها عمود الدولة الجنوبية القادمة".
كما دعا الرئيس القائد، أبناء حضرموت إلى حل مشكلاتهم داخليًا دون تدخل من أحد، مؤكدًا أن الجميع "سيقفون إلى جانبهم، فالصراع اليوم على النفط، وحضرموت أولى بنفطها".
وأوضح أن المليشيات الحوثية صُنّفت بشكل رسمي كيانًا إرهابيًا، وستُتخذ بحقها عقوبات اقتصادية وسياسية، وهي تحاول الآن نقل معركتها من الجبهات إلى داخل المحافظات، ومنها حضرموت، ولها يد فيما يجري بالمحافظة، وهناك أدلة تؤكد ذلك، لذا يتوجب توحيد الصفوف لمواجهة هذا الخطر.
واختتم الرئيس القائد كلمته مؤكدًا أن وادي حضرموت في قلب كل جنوبي، ولن يتم التفريط فيه، وستكون هناك زيارة في المستقبل القريب.
رسائل الرئيس الزُبيدي حملت تأكيدًا على أن القيادة الجنوبية ستظل معنية بالعمل على تلبية تطلعات الشعب الحضرمي باعتبار أن هذه المطالب ستظل جزءًا من هوية الجنوب ومشروعه الوطني التحرري.
يعني ذلك أن حضرموت لن تخرج من مسار تحرر الجنوب، وأنها ستظل جزءًا من هويته مهما تآمرت القوى المعادية وسعت للنيل من المسار التحرري لاستعادة الدولة كاملة السيادة على كل التراب الوطني.
رسائل الرئيس الزُبيدي تعكس إصرارًا جنوبيًّا على مواصلة هذا المسار حتى نهايته، على الرغم من حجم الإرهاب المثار ضد الجنوب من قِبل القوى المعادية التي تتوسع في مخططاتها المشبوهة ضد وتعمل على النيل من الجنوب وأمنه واستقراره ومحافظاته الاستراتيجية.