كيف نحمي ثورتنا؟
أحمد جباري
- هذا ما فعله اولاد زايد
- احتضار شرعية اليمن وغيبوبة الإعلام العربي
- الصفعة المدوية
- الانتحار على أسوار الضالع
من أصل المعاناة يولد الفرج الذي طال انتظاره، ومن حلم التغيير يولد واقعنا الجديد السعيد الذي نعده للأجيال القادمة ليسعد به أبناؤنا وأحفادنا. الثورة دائما قادمة من حلم في التغيير ونحن نحيا اليوم الثورة العارمة التي حلمها التغيير وبناء غد خال من كل الشوائب القاتلة الغريبة التي جاء من يدسها في سلوكيات وحياة مجتمعنا.
نعم يجب أن نحلم ببناء دولة الجنوب القادمة التي يحكمها النظام والقانون، دولة أساسها العدل وتساوي الفرص بين أبناء الشعب الواحد.. دولة خالية من الفساد والفاسدين.. دولة تعطي للعِلم حقه من الرعاية والاهتمام، فلا يُبنى الوطن غير بارتقاء العلم والمعرفة وقيادته لناصية الريادة والقيادة للدولة والمجتمع.
بالتأكيد أن من أهم واجبات الجميع - قيادة وشعباً - إزالة وتصحيح قوانين الفساد وأساليبه الملتوية وفرض الرقابة الصارمة وبث المفاهيم والقيم الجديدة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب.. وقبل هذا كله تصحيح وإصلاح أنفسنا من الداخل فكرا وممارسة وسلوكا.
كم هي المجتمعات التي خرجت من بين الأنقاض لتبني حياة متطورة جديدة وسعيدة ونجحت. فيا ترى هل هذه مجرد أحلام كاتب يحلم بمستقبل واعد وسعيد أم هي الحقيقة التي يطمح إليها الجميع؟
فلنعمل جميعا على تحقيقها يدا بيد بلا تخاذل أو تكاسل أو أنانية حمقاء.. ابدأ بنفسك ثم بأهلك وأسرتك وأولادك وستجد الجميع يقفون معك.. خلفك.. أمامك.
صحيح الصورة قاتمة سوداء اليوم.. ولكن الأمل يجب أن يشرق في مآقينا وقلوبنا ويشق طريقا من الإصرار والكفاح والمزيد من التضحيات التي تتوج انتصارنا العظيم في القريب العاجل إن شاء الله تعالى..
دولة تحضن شبابها بعيدا عن أفكار التطرف والدموية وعصابات المخدرات التي تم غرسها عنوة في عدن والجنوب لتدمير عقولهم. إننا أمام امتحان صعب للغاية.. كيف نقضي على الغش في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا وقد أصبح هذا الوباء منتشرا؟ كيف نقضي على الأمية بشقيها الأبجدية
والتقنية بإمكانياتنا البسيطة وظروفنا الصعبة؟
كيف يتساوى الجميع أمام فرص التعليم والعمل كل حسب كفاءته ومقدرته ومستواه العلمي والعملي وقد أصبح كرسي الجامعة ومنح التعليم تباع وتشترى بالمال أو بالمحسوبية، والوظيفة أيضا تباع وتشترى بالمال؟ وكيف نقضي على هذا البلاء المستشرى في مجتمعنا؟ كيف نقضي على الفساد ومنظومته وقوانينه التي نراها اليوم تهدم كل بناء وتعمير وتقدم منشود؟ كيف نحمي أنفسنا ونحصنها من أساليب الأعداء وإشاعاتهم وخططهم الخبيثة ونوحد صفوفنا ونحدد وجهتنا؟
كيف نقضي على تلك المفاهيم العقيمة التي جاءت بها مرحلة دولة الوحدة الفاشلة مرحلة اللا دولة واللا نظام التي ما نزال نعيش أبشع فصولها.. تلك المفاهيم التي تتجمل بأوصاف جميلة وجذابة للفساد والاختلاسات والسرقة ولكل السلوكيات الهدامة التي تنخر جسد الدولة والمجتمع.. تلك السلوكيات التي كانت جزءا من نظام فاسد غرس مفاهيمه ومازال في نفوس وسلوك الكثيرين ممن مارسوا الفساد وجعلوه منهجا لهم.. فالسرقة شطارة والرشوة حق مشروع والفساد ذكاء، وهكذا. بالتأكيد لن نأتي بملائكة لقيادة المرحلة القادمة بل نحن من نقودها، الموظف والعامل والمواطن والطالب والمعلم.
كم هي المجتمعات التي خرجت من بين الأنقاض لتبني حياة متطورة جديدة وسعيدة ونجحت. فيا ترى هل هذه مجرد أحلام كاتب يحلم بمستقبل واعد وسعيد أم هي الحقيقة التي يطمح إليها الجميع؟
فلنعمل جميعا على تحقيقها يدا بيد بلا تخاذل أو تكاسل أو أنانية حمقاء.. ابدأ بنفسك ثم بأهلك وأسرتك وأولادك وستجد الجميع يقفون معك.. خلفك.. أمامك.