كيف تسعى إيران وحزب الله لإغراق الحريري وشق الصف اللبناني ؟ (تقرير خاص) 

الخميس 29 نوفمبر 2018 00:03:00
كيف تسعى إيران وحزب الله لإغراق "الحريري" وشق الصف اللبناني ؟ (تقرير خاص) 
يواجه رئيس الحكومة المكلف سعد الدين الحريري، حملة افتراءات وإساءات تخطت حجم الحملة التي طالت في وقت سابق الرئيس الراحل رفيق الحريري، ورأت مصادر أن مثل هذه الافتراءات تقع في سياق الحملات التي يعرفها اللبنانيون جيداً ، وقد عاشوا وقائعها منذ منتصف التسعينات وادركوا ميليشيات حزب الله المدعومة إيرانياً التي تقف وراءها هي التي خططت لمحاولة اقتلاع الـ"حريري" من لبنان.
وفي ذات السياق رأت مصادر سياسية لبنانية أن أجواء لبنان تشبه هذه الأيّام إلى حد كبير تلك التي سادت بيروت عشيّة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير عام 2005.
وأشارت المصادر إلى أن النبأ الذي نشرته صحيفة “الأخبار” الموالية لحزب الله اللبناني المدعوم من دولة الاحتلال الإيراني، عن رفض رئيس الحكومة سعد الحريري هبة روسية مقدمة إلى الجيش اللبناني يندرج في سياق حملة التصعيد التي لجأ إليها الحزب الصفوي أخيرا في تعاطيه مع الحريري.
وأشار المحلل السياسي اللبناني خير الله فرحان ، في تصريح خاص لـ"المشهد العربي"، إلى أن زعيم مليشيا حزب الله حسن نصر الله، مصراً في هذه المرحلة على منع سعد الحريري من تشكيل حكومة ولعب دورا أساسيا في خلق العقدة الأخيرة، التي اسمها الحقيقي العقدة السنّية – الشيعية، التي عرقلت قيام حكومة على الرغم من مضيّ ما يزيد على ستة أشهر على الانتخابات النيابية.
وذهب السياسي اللبناني إلى القول إن الحملة على الحريري تجاوزت تلك التي شنّت على والده في سنة 2004 ومطلع سنة 2005 وهي حملة توجت باغتيال رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005.
وباشر حزب الله ، حملة التصعيد هذه التي تستهدف رئيس الوزراء المكلّف عبر أدواته اللبنانية وذلك في ظلّ إصراره على توزير أحد نوابه السنّة.
وشملت الحملة الجديدة على سعد الحريري توجيه شتائم إليه وعبارات تخوين عبر سياسيين محسوبين على الحزب كانوا يعملون لدى الأجهزة السورية في لبنان قبل عام 2005.
ولدى حزب الله ستة من النواب السنّة المحسوبين عليه بطريقة أو بأخرى وهم ينتمون إلى كتل نيابية مختلفة ممثلة في مجلس النوّاب.
 وقرّر حزب الله قبل نحو عشرة أيام أن يكون لهؤلاء النواب وزير وذلك من أجل “إذلال” الحريري في الوسط السنّي، الذي ينتمي إليه، على حد تعبير سياسي لبناني عتيق.
وحرص رئيس الوزراء اللبناني المكلف، في سياق نفي مكتبه للنبأ الذي نشرته “الأخبار”، على تأكيد أن الذخائر التي تبرعت بها روسيا للبنان ستذهب إلى قوى الأمن الداخلي التي تستخدم عناصرها رشاشات “كلاشنيكوف” روسية الصنع.
وقالت أوساطه إن الهدف من النبأ الذي نشرته الصحيفة المحسوبة على حزب الله لا يقتصر على إظهار الحريري في مظهر من لا يريد الاستفادة من الهبة الروسية فحسب، بل دقّ إسفين بينه وبين موسكو أيضا، خصوصا أنّ هناك علاقة قويّة تربطه بالرئيس فلاديمير بوتين على المستوى الشخصي.
وسبق أن استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي رئيس الوزراء سعد الحريري في أبريل الماضي، وأكد الجانبان خلال الاجتماع على عمق الروابط اللبنانية الروسية، وضرورة تعزيزها.
ولاحظت المصادر السياسية اللبنانية أن ما نشرته “الأخبار” ترافق مع كلام بذيء صدر عن الوزير السابق وئام وهّاب، وهو درزي كان محسوبا على الأجهزة السورية في لبنان قبل عام 2005. وانتقل وهّاب بعد 2005 وانسحاب الجيش السوري من لبنان إلى الاحتماء بمظلة حزب الله،  وقد وجه الوزير السابق شتائم إلى سعد الحريري في برنامج تلفزيوني بثته إحدى المحطات المحلية. ووصفت هذه الشتائم التي تناولت شخص سعد الحريري ووالده رفيق الحريري بأنّ لا سابق لها في تاريخ السياسة اللبنانية.
وأكدت المصادر السياسية أن وهّاب ما كان يستطيع توجيه مثل هذا الكلام إلى سعد الحريري لولا تمتعه بتغطية من حزب الله ولولا توجيهات صادرة إليه من رئيس النظام السوري بشّار الأسد.
وأبدت قوى وشخصيات سياسية دعمها المطلق للحريري لما يواجهه من حملة تجاوزت بعدها السياسي.
وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة عبر موقع تويتر “شريكنا في الوطن مع حلفائه مثل الرجل الآلي لا عواطف له ولا تقدير له مع الأسف لأي شيء، حتى لو أدى الأمر إلى التدهور الاقتصادي. هكذا تبدو الصورة على الأقل”.
وأضاف جنبلاط “إذ أرى تلازم المسارات من العراق إلى لبنان مرورا بسوريا، أجدد دعوتي إلى التسوية وأشجب التشهير بالشيخ سعد الحريري.. الحكومة أولوية”.
من جهته ندد النائب عاصم عراجي في تصريحات صحافية، ”الحملة التي يشنها فريق 8 آذار على الرئيس الحريري”.
واعتبر أن الحملة “تزيد الوضع تأزما والمشكلة أنه عوض أن تقول كلاما يلطف الأجواء، تقوم بخوض هجوم فيه نوع من الإسفاف تجاه الرئيس الشهيد وتجاه الرئيس المكلف وأنا أعتبر أنها تأتي في إطار الضغط من أجل توزير أحد النواب الستة”.
واستبعد النائب عراجي "وجود حكومة في الأفق أو بصيص نور لفك أسر تشكيل الحكومة بعد أن كادت الحكومة تبصر النور لو أعطى حزب الله أسماء وزرائه الثلاثة في الحكومة وإفتعال عقدة تمثيل الوزراء الستة حيث ربط حلفاء إيران القصة الموجودة في المنطقة والعقوبات بوضع حكومة لبنان".
وأكد أن "حزب الله يهمه إستراتيجيته في المنطقة أكثر من لبنان وتشكيل حكومة وأوجدوا عقدة توزير النواب الستة بهدف تخفيف العقوبات عن إيران لا رئيس الجمهورية ولا الرئيس الحريري لهما يد في عرقلة التشكيل وسبب تأخر ولادة الحكومة هو حزب الله".
وأكدت كتلة المستقبل ان السيرة الوطنية للرئيسين رفيق وسعد الحريري ، أسمى من أن يتطاول عليها كائن سياسي في لبنان ، مهما علا شأنه أو إنحدر ، وإن النهج الذي بدأه الرئيس الشهيد في العام ١٩٩٢ ، ويواصله الرئيس سعد الحريري ، هو النهج الذي حمى لبنان في اصعب الظروف من طغيان الفوضى والانقسام واعاد للدولة اعتبارها وحضورها ودورها ، بعد عقود من الانهيار والدمار والحروب .
وأشارت إلى انها لا تجد نفسها ملزمة بتقديم اي كشف حساب لأي طرف سياسي ، لان اللبنانيين يعرفون جيداً ان المعالم الحضارية والتربوية والصحية والانجازات الاقتصادية والاعمارية والاجتماعية والانمائية التي ما زالث ماثلة امام اعينهم هي من الزمن الذي صنعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ، وأن تعطيل الدولة ومؤسساتها وتشريع البلاد لتجاوز القوانين والسلطة هي من الزمن الذي تخبطت فيه البلاد بعد اغتيال رفيق الحريري وشددت على التزام الموجبات الدستورية في تأليف الحكومة.
وأدانت باشد العبارات الحملة المشبوهة التي تستهدف الرئيس المكلف والتطاول المتعمد على مقام رئاسة الحكومة، تهيب بكافة القوى السياسية العودة الى الاصول في تأليف الحكومات والتوقف عن المحاولات المشبوهة لمحاصرة الصلاحيات المنوطة دستورياً بكلً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف .