البداية السليمة لمستقبل أفضل

مع حلول مناسبتي إعلان الوحدة المغدورة في ٢٢ مايو ٩٠م، وإعلان فك ارتباط الجنوب عن الشمال " اليمن" في ٢١ مايو ٩٤م ،وبعد فشل مشروع الوحدة، وسقوط ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية في ايدي مليشيات موالية لإيران لتصبح رابع عاصمة عربية تحكم من طهران، فإن الدولتين الجنوبية، والعربية اليمنية، أصبحتا في خطر حقيقي وفي حكم العدم، ومن السخف والاستخفاف، الحديث عن احتفال بذكرى وحدة ماتت في مهدها ناهيك عن كون الدولة المحتفل باسمها ضائعة. الحكمة والمنطق يستوجبان اليوم على القوى السياسية والأحزاب، احترام ارادة الشعبين وتلاحم جهود الجميع لاستعادة الدولتين الضائعتين بعيدا عن " قرف" المزايدات الذي لن يغير في الواقع شيئاً، ولا باس ان يكون انطلاق هذه المهمة من عدن، اولاً باعتراف الجميع بحق الجنوب في استعادة دولته وتمكينه من ذلك، ثم باتجاه الجميع ومن منطلق واجب الجوار لاستعادة الشمال من مخالب الحوثي. إذا ظنت قوى الشمال المناوئة للحوثي" كما " تزعم" أنها تستطيع وبسلوك الفهلوة اعادة انتاج مشروع الوحدة بعد فشله فهي واهمه، وستدفع ثمن ذلك باهظا بخسرانها لموطنها الأصلي أولاً، ثم لخسارة ما يمكن ان يكون قاعدة لها في الجنوب توفر لها امكانية الانطلاق والتحرك نحو الشمال. اتفاق الجميع على اعتماد هدف استعادة الدولتين وعودة الوضع الى ماكان علية قبل مايو ٩٠م ، وليس استعادة الدولة كما يردده البعض اليوم، هو البداية السليمة التي تؤسس لمستقبل أفضل للجميع دون مزايدات او قفز على الواقع.