تحليل: ما خلفية القلق الايراني على وحدة اليمن؟!
ما خلفية "القلق الايراني على وحدة اليمن"؟!
ثابت حسين صالح*
بعد هزيمة مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح فرع (تنظيم الإخوان في اليمن)، بعد هزيمتهم في وادي حضرموت والمهرة وتمكن القوات المسلحة الجنوبية من الانتشار واستكمال السيطرة على مناطق الجنوب وسط ترحيب شعبي جنوبي وتفهم إقليمي ودولي...انفردت إيران وحدها وعلى لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي بموقف يثير الضحك.
حيث اعتبرت إيران "ان هذه التحولات تأتي في إطار سياسات "الكيان الصهيوني" الهادفة إلى تفكيك وتقسيم دول المنطقة"، مشددة على "ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن"!!!
قبل تفنيد وكشف خلفية هذا الموقف الايراني دعونا نتسائل عمن دمر ومزق النسيج الاجتماعي وزرع الفتن المذهبية في العراق وسورية ولبنان واليمن، وتفاخر بذلك التدمير علنا على لسان المقبور قاسم سليماني؟!.
اما الموقف الايراني الشاذ والمعادي لارادة وحق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة وفقا للشرعية الدولية فليس جديدا بل جسدته العديد من المواقف الايرانية منها على سبيل المثال:
1- الترحيب المبالغ فيه بالخطوات إلارتجارية لإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م.
2- تأييد إيران، بكل الوسائل، لنظام علي عبدالله صالح أثناء حرب 1994م لاحتلال الجنوب.
3- محاولات إيران تشتيت وتشويه النضال الجنوبي عند انطلاق الحراك الجنوبي ومحاولات طهران وحزب الله ممارسة ضغوط انتهازية لحرف مسار الثورة الجنوبية وتشويهها.
4- دعم إيران المطلق وبكل أنواع الاسلحة الحديثة والأموال والخبراء والدعم السياسي والدبلوماسي والاعلامي لجماعة الحوثيين التي قادت الغزو الثاني للجنوب عام 2015م، وتلك الحرب المتعددة الاوجه التي ما زالت مستمرة حتى الآن ضد الجنوب شعبا وارضا.
5- المحاولات المستمرة لإيران وحلفائها في المنطقة لإبرام الصفقات والمقايضات والحيل الهادفة إلى تجاوز قضية الجنوب وعرقلة كل جهود التوصل إلى حل سلمي عادل وشامل.
أهداف إيران عديدة ومتنوعة لكن يقف خلفها الاستراتيجية الايرانية لتوسيع نفوذها في المنطقة والسيطرة على مضيق باب المندب وإشعال الحرائق وزرع الفتن....
وتدرك إيران أن القوات المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي والدولة الجنوبية هي القوة الأكثر جدية وفعالية في رفض ومقاومة وإفشال المشاريع الايرانية في جنوب شبه الجزيرة العربية.
"والله غالب على أمره "
صدق الله العظيم.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري
