البحسني: وادي حضرموت تحرر من قوى الإرهاب والمتخابرين

الأربعاء 17 ديسمبر 2025 13:41:37
البحسني: وادي حضرموت تحرر من قوى الإرهاب والمتخابرين

قال فرج سالمين البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، إن عملية تحرير ساحل حضرموت من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، كانت عملية خاطفة لم تتجاوز أربعًا وعشرين ساعة، وظنّ البعض أن عنصر المفاجأة قد يُربك المشهد، لكن ما جرى بعدها أكد حقيقة راسخة، مفادها أن حضرموت لا تُفاجَأ، بل تُفاجِئ.

وأضاف في تصريحات اليوم الأربعاء، أن تلاحم الشعب يومها مع قوات النخبة الحضرمية لم يكن شعارًا عاطفيًا، بل موقفًا عمليًا تُرجم على الأرض، موضحا أن "قوة تحرّكت من مسافة تقارب 200 كيلومتر، بثلاثة أرتال، وبخطط دقيقة وإرادة صلبة، لتجتاح معسكرات القاعدة وخطوط دفاعها وصولًا إلى ساحل حضرموت في زمن قياسي".

واستطرد "معركة أُديرت بعقل القادة، وحُسمت بعزيمة الرجال، وسُجلت في التاريخ كنموذج لنجاح الأمن حين يستند إلى إجماع شعبي وثقة متبادلة".

ورأى أنه "لم تكن تلك النجاحات الباهرة، ولا ذلك المستوى العالي من الانضباط والتدريب الذي أظهرته قوات النخبة الحضرمية والقوات الجنوبية، وليدة الصدفة، بل جاءت ثمرة دعمٍ لا محدود من قيادة قوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة"، متابعا "دعمٍ استراتيجي أسهم في بناء القدرات، ورفع الجاهزية، وتحقيق التفوق الميداني في معارك مصيرية ضد الإرهاب".

وأردف "دارت المعركة بسرعة، لكن خلف هذا الحسم كان هناك إعداد عميق، ووعي دقيق بالميدان، وإدراك لطبيعة العدو وأساليبه، فجاء الحسم نظيفًا، والرسالة واضحة لا لبس فيها: حضرموت أرض لا تحتضن الإرهاب، ولا تسمح له أن يتجذر أو يعيد إنتاج نفسه".

وأكد أن "اليوم، يعيد التاريخ نفسه ولكن بوجهٍ آخر، وادي حضرموت يُعلن تحرره من قوى الإرهاب، ومن العناصر المتخابرة معها، ومن فلول داعش، على يد القوات الجنوبية".

وأضاف أنها "معركة أخرى خاطفة، امتدت من الصباح حتى الظهيرة، تحررت خلالها مدن الوادي واحدة تلو الأخرى، في مشهد جسّد أروع معاني الشجاعة والانضباط وحسن القيادة".

وأشار إلى أن "في هذا المنجز، كانت القوات الجنوبية جنبًا إلى جنب مع إخوتها في قوات النخبة الحضرمية، بتنسيقٍ عالٍ، وعملٍ مشترك اتسم بالكفاءة والمسؤولية، ما أفضى إلى نتائج ميدانية باهرة أكدت أن توحيد الجهود، وتكامل الأدوار، هو الطريق الأقصر نحو الحسم والاستقرار".

وتابع "كل التحية لهؤلاء الأبطال الشجعان الذين اجتاحوا دفاعات العدو بثبات وشجاعة وفي أسرع وقت ممكن، والرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين قدّموا أرواحهم فداءً للأرض والكرامة، والشفاء العاجل للجرحى، أولئك الذين كتبوا بدمائهم فصول النصر، وتركوا للتاريخ شهادة لا تُمحى".

كما أضاف "هذه حضرموت… أرض يفهم أبناؤها تعقيدات الواقع من حولهم، ويُدركون أن النجاح لا يُصنع بالصخب، بل بالعمل، ولا يتحقق بالشعارات، بل بالتضحية والوعي، هنا، ينتصر الناس حين يثقون بقواتهم، وتنتصر القوات حين تستمد شرعيتها من شعبها".

ورأى أن "اليوم، تقف هذه القوة الوطنية الصلبة أمام مسؤولية متجددة، تتمثل في التصدي لأي أعمال تخريبية أو إرهابية، سواء كانت من قوى متطرفة أو أطراف متعاطفة مع الإرهاب، وترسيخ الأمن، والسهر على استقرار حضرموت ساحلًا وواديًا، باعتباره واجبًا وطنيًا لا يقبل التهاون ولا المساومة".

واختتم "حضرموت لا تبحث عن الفوضى، ولا تُغريها المغامرات، لكنها حين تُفرض عليها المواجهة، تختار الحسم السريع، والعقل الهادئ، واليد القوية، هكذا كانت… وهكذا ستبقى".