الإخوان نهبوا أموال فقراء اليمن.. والحكومة ترفع شعار شاهد مشفش حاجة!
رأي المشهد العربي
فجرت الوثائق والتسريبات الإعلامية التي جرى تداولها خلال الأيام الماضية بشأن استيلاء جمعيات إخوانية على 8 ملايين دولار أمريكي هي قيمة مساعدات إنسانية قدمت لسكان محافظة شبوة، موجة انتقادات جديدة إلى جماعة الإخوان وحزبها الإصلاح خاصة.
التقارير الإخبارية كشفت نهب جمعية الإصلاح الخيرية التابعة للإخوان، لمعونات غذائية ومستلزمات طبية ومدرسية، وأموال قدمت لدعم مشاريع تنموية في محافظة شبوة بقيمة ـ8 ملايين دولار أمريكي.
تلك الواقعة تتشابه كثيرًا مع الفترة الماضية بالإشارة إلى أعمال النهب للمواد الإغاثية التي بدأها الإخوان من العاصمة عدن، حيث استولوا على مواد إغاثية قدمت لسكان عدن عقب التحرير في يوليو من العام 2015.
التسريبات تؤكد أن جمعيات تابعة للإخوان تقوم باستلام مواد إغاثية وتوزعها على عناصرها الحزبية في محافظات تعز والجوف ومأرب، وتبيع الفائض في السوق السوداء للمواطنين.
وبالعودة إلى الماضي فإن خطايا الإخوان السياسية في اليمن لا تعد ولا تحصى فقد تلاعبت خلال السنوات الماضية كثيرًا، ولم تحاول أن تصحح أخطائها التي سببا للجنوب بالكثير من المتاعب، فعلى الرغم من مرور ربع قرن على الحرب التدميرية التي شنها صالح وبدعم ومساندة قويين من الإخوان لم يقدم فيها حزبها الاعتذار للجنوبيين واعتبر أن اجتياح الجنوب جاء من أجل حماية الدين الإسلامي والحفاظ على الوحدة اليمنية.
ولم ينسى الشارع اليمني ما حدث في يناير 2015 حيث بدأ الحوثيون في التحضير للانقلاب العسكري على الرئيس هادي والذي بدأ تنفيذه فعليا في يوم الـ19 من الشهر ذاته، وانتهى بمحاصرة الرئيس هادي وحكومته التي قدمت حينها الاستقالة الجماعية وتبعها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
واستمرت محاصرة الرئيس لأسابيع حتى تمكن في الـ21 من فبراير 2015 من الإفلات نحو عدن، قبل أن يدشن الحوثيون معركة اجتياح الجنوب أواخر مارس 2015، ورغم ذلك فإن التصرفات الإخوانية لن تنجح في إيجاد أي حاضنة شعبية.
يؤمن الإخوان تماماً أن الحسم العسكري للحرب في اليمن لصالح التحالف يضعف إمكانية حصولهم على مكاسب سياسية لذا فهم يحاربون في الخفاء من أجل إضعاف التحالف أمام الحوثيين، سواء من خلال نهب أموال عدن أو اللعب على الحبال في الجانب العسكري.
ومن ثم يمكن للقارئ أن يؤمن هو الآخر أن أيدولوجية الإخوان ومنذ تخلقه في الخفاء وخروجه إلى العلن في سبتمبر من عام 1990 بتأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح وهي تصطبغ بالتلون والمتاجرة السياسية، فقد ساهم الإخوان في اليمن بدعم من إخوان مصر في ثورة 1948 ضد الإمام يحيى ومبايعة عبداللهبن الوزير خلفاً له.
وليس الأمر هنا دفاعاً عن فصيل بعينه أو محاولة لتشويه الإخوان لكنها حقيقة واضحة تتبين يوماً بعد الآخر، فأطماعه اتضحت مع قيام قيادته بالطمع في الانقضاض على زمام السلطة في اليمن ورسخ مكانته من خلال تجنيد الآلاف من عناصره في أركان الدولة وفرض نفسه بوضع اليد كقوة على الأرض، وهو ما ثبت عدم جدواه في عمليات التحالف وانتهازيتهم بالتخاذل وخاصة في عمليات تحرير تعز وسرقة ثمار الانتصارات التي حققها التحالف والقوات الموالية للشرعية جنوب اليمن.
وفي الحقيقة لا يختلف الموقف الإخواني والقطري من الحرب في اليمن عن أي موقف من مواقفهما الأخرى المزدوجة فقد بني هذه المرة على استغلال لحظة الحرب واستعمالها لكسر طوق العزل السياسي.
الموقف القطري يتبدى في الجزيرة ومواقعها الإلكترونية ورجالها المؤثرين في صياغة رؤيتها الإعلامية حول اليمن ودعم جماعة الإخوان وحزبها.
وأما موقف الإخوان في اليمن فكل يوم بحال ويحاول رجالها إمساك العصا من المنتصف فيميلون في أحيان كثيرة للجنوب والتحالف وفي أحيان أخرى يميلون إلى المليشيات الحوثية لإنقاذ مشروعهم من الخطر خاصةً وأن الأمور تتضح بقوة أمام الشارع اليمني لذي يرفض ممارستهم بشدة.
ويعكس انكشاف الإخوان يوماً بعد الآخر ضعف قدرتها على الممارسة السياسية الناجحة، فإن انكشاف سرقتها واستيلائها على أموال التبرعات يكشف أطماعها الكبير في اليمن محاولة القفز على المكتسبات الحالية دون النظر إلى حاجة المواطنين والبسطاء ممن حولت الحرب حياتهم إلى خراب ودمار.
والمتابع للموقف يتعجب من الحكومة التي دائماً ما تتحدث عن محاسبة الفساد والفاسدين لكنها تغمض عينها عن تجاوزات الإخوان وجرائمهم وفسادهم، لكن يبدو أن شيئاً يربط الطرفين قيد يكون الإيدولوجية الواحدة أو المصالح المشتركة على حساب الشعب.