الصخور والبناء في مجاري السيول.. خطران يهددان حياة الأهالي بسيئون (خاص)
منذً أن شهدت مدينة سيئون وباقي مديريات وادي حضرموت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار بيع الأراضي، شكلت قضية توفر المساحات والمخططات السكنية قلقاً كبيراً للكثير من الأسر، خاصة في ظل الظروف الصعبة للمواطنين جراء استمرار الحرب والانخفاض المستمر في سعر العملة.
ومع نزوح الكثير من الأسر من المناطق الشمالية جراء الحرب الحالية إلى سيئون، وغيرها من مدن مديريات وادي حضرموت، وعودة العديد من الأسر من المملكة العربية السعودية، وارتفاع أسعار الشقق والأراضي، فضلاً عن ما خلفته كارثة سيول 2008 من تدمير للبيوت القريبة من مجاري السيول، اضطر كثيرون إلى اللجوء إلى المرتفعات، حيث ظهرت ومنذ ما يقرب من عامين على جبال سيئون الغربية المخططات وعلامات لقطع أرضي، حتى وصلت إلى قرب مجاري السيول.
وخوفاً من تكرار كارثة سيول العام 2008، تداعى الأهالي القريبون من مناطق الزحف العمراني في المدينة، وخاصة أهالي حي الحوطة، للوقوف أمام تلك الأعمال غزت الجبال المحيطة بهم، حيث عقدوا عددا من اللقاءات، ونظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمن العام بمديرية سيئون، لوقف تلك الأعمال، خاصة بعد ازدياد تساقط الصخور على منازلهم ومجاري السيول القريبة منهم، الأمر الذي يمثل خطراً حقيقياً على حياتهم.
وأوضح عاقل حي الحوطة، عيسى باصبيع: "أن أعمال الحفريات لبناء منازل سكنية في جبال حي الحوطة، بدأت من يوم الثلاثاء الماضي 22 يناير، حيث أخبروني بعض الأهالي أن هناك شق وتسوية أرضي في الجبل تتم بحفريات قوية تهز الجبال، وهو ما يشكل خطورة على المنازل القريبة من الجبال، نظراً ولوجود أحجار كبيرة مهددة بالسقوط، والتي قد تهدم أكثر من 15 منزلا في حالة سقوطها، الأمر الذي قد يسبب كارثة إنسانية كبيرة لا قدر الله".
كما أشار باصبيع في سياق حديثة إلى أن مشكلة البناء على مجرى السيول في الجبل تعد مشكلة أخرى تهدد الحي، خاصة بعد أن تم تحويل مسار طريق السيول، ما قد يتسبب بدخول مياه الأمطار للأحياء والبيوت والشوارع"، مؤكداً أن السلطة المحلية بمديرية سيئون، ممثلة في مديرها، محمد عوض العامري، ومدير الأمن، العميد جعفر بن كدة، قد أبديا تفهماً للمشكلة، حيث تم النزول وبشكل مباشر من قبل مدير الأمن وإيقاف العمل في تلك الجبال".
ومن جانبه أكد عضو المجلس المحلي في مديرية سيئون، علي باطاهر أن مشكلة هذه الأحجار قد تم طرحها قبل سنوات في اجتماع المجلس المحلي بالمديرية، وذلك بعد أن أصبحت تهدد الأهالي في عدد من أحياء المديرية، موضحا في الوقت نفسه صعوبة تفجيرها وتفتيتها في الوقت الحالي، وذلك لقربها من البيوت السكنية، في حين حفر أماكن أخرى لها، يحتاج لإمكانيات كبيرة تفوق الإمكانيات المتاحة".
وأشاد باطاهر، بدور مدير عام مديرية سيئون، محمد عوض العامري ومدير أدارة الأمن، العقيد جعفر بن كدة، واستجابتهما السريعة، وكذا القرار الصادر من قبل وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء، عصام الكثيري، والذي شدد على عدم استخدام معدات الحفر في الجبال"، محذراً في ختام حديثه من أن عودة أعمال شق الأراضي بالمعدات الثقيلة، والسماح الأشخاص بالبناء في مجاري السيول، سيكون عواقبه خطيرة على أهالي تلك المناطق".
وفي ذات السياق كان للمواطن بشير باسلمة مناشدات ومقترحات كثيرة، حيث قال:" إنه في أغسطس 2013 تقدم أهالي حي ساحة الزاوية والغرفة الوسطى، وتم رفع شكوى إلى مدير عام مديرية سيئون من قبل مكتب الأشغال العامة، تم التحذير فيها من انهيار الصخور، وما تسببه من هلع في قلوب المواطنين المجاورين لها أثناء هطول الأمطار"، مشيراُ إلى أن إحدى اللجان قد قامت بالنزول إلى المواقع المحددة وأثبتت وجود صخور تهدد حياة الساكنين في تلك الأحياء".
وطالب بشير الجهات بالنظر في المقترحات ومناقشتها مع الجهات ذات الاختصاص للحد من الخطورة التي تهدد حياة الناس قدر الإمكان.