الانحطاط الحوثي يبلغ منتهاه.. مفتي المليشيات يخوض في أعراض المعتقلات

الأحد 10 فبراير 2019 00:17:00
الانحطاط الحوثي يبلغ منتهاه.. "مفتي المليشيات" يخوض في أعراض المعتقلات

"منافقات منحلات، ولاؤهن لليهود والنصارى، أفسدن أخلاق الأمة".. أظهر المدعو شمس الدين بن شرف الدين الذي عيّنه الانقلابيون فيما يسمى بمنصب "المفتي"، انحطاطاً حوثياً ربما يكون غير مسبوق، بهجومٍ حاد على المعتقلات في سجون المليشيات الانقلابية.

في خطبة جمعة الأمس أحد مساجد شارع مجاهد وسط صنعاء، وبينما اعترف "المدعو شمس الدين" بوجود معتقلات في سجون الانقلابيين، حرّض هذا الذي يتستر بغطاء الدين، على تعذيبهن بزعم أنهن يستحقن العقاب.

في "هذيانه"، طعن شمس الدين في أعراض اليمنيات واصفاً إياهن بـ"المنافقات المنحلات"، وزعم أنّهن يدرن شبكات لإفساد أخلاق الشباب والفتيات.

لم يقتصر التطاول الحوثي على المعتقلات، لكنّه وصل أيضًا إلى المدافعين والمدافعات عنهن، مدعياً أنّ من يثير هذه القضايا يوالي اليهود والنصارى حسب زعمه.

مثّلت هذه التصريحات سابقة في الانحطاط الحوثي الذي يستهدف النيل من الشعب اليمني وبخاصةً السيدات اللاتي دفعن أثماناً باهظة منذ أن أشعلت المليشيات الانقلابية حربها العابثة في البلاد.

لا تتوقف الانتهاكات البشعة ضد النساء، ما رسّخ يقيناً أمام العالم أجمع بمدى الوحشية التي اتخذها الانقلابيون سلاحاً ضد الشعب اليمني.

أحدث الضحايا في هذا السياق، كانت أوفى النعامي مدير شؤون اليمن بالإنابة في منظمة "سيفرورلد" البريطانية، إذ اقتحمت المليشيات مقر المنظمة منذ أيام، وقامت باختطاف "النعامي" واقتادتها إلى جهة معلومة.

اللافت لم يكن فقط بهذه الطريقة في الاختطاف، حيث وجّهت المليشيات لاحقاً اتهامًا غريبًا لـ"أوفى" يتعلق بتنفيذ برامج لبناء السلام وتمكين المرأة.

اعتبرت المليشيات الحوثية الترويج للسلام في ظل الحرب بأنّه تنفيذ لأجندة غربية وصهيونية من خلال حث الناس عن التقاعس على القتال.

وبات من الواضح أنّ المليشيات تعتبر الدعوة للسلام جريمةً، في وقتٍ تملأ العالم ضجيجًا بأنّها تسعى لتحقيق السلام في اليمن ودعم الجهود الأممية الرامية في هذا الصدد، بيد أنّ جرائمها التي تتكشف يومًا بعد يوم، توضح زيف الحوثيين وتفضح سعيهم نحو استمرار الحرب وإغراق البلاد في أتون حربٍ لا تنتهي.

وبذلك تنضم "أوفى" إلى قائمة طويلة، تحوي آلاف الحالات من الانتهاكات الحوثية ضد النساء في اليمن، ما يفرض ضرورة تدخل عاجل من قِبل المجتمع الدولي لصد هذه الجرائم.

وفي نهاية نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن 129 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة.

التحالف وصف ممارسات الحوثيين بـ"أبشع أنواع الانتهاكات"، وتشمل التشويه والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر.

المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر قالت هي الأخرى، إنّ ميليشيا الحوثي الموالية لإيران ترتكب انتهاكات خطيرة بحق النساء في صنعاء، وتختطف العشرات منهن.

وأكّدت المنظمة أيضًا، أنّ الحوثيين يمارسون وبشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد، أبشع أنواع التعذيب بحق النساء المختطفات.

كذلك، تعد الألغام المضادة التي يزرعها الحوثيون من أهم الوسائل التي تحصد أرواح النساء كما غيرهم من الشعب اليمني، كما تعرّضت نساء كثيرات لإعاقات دائمة جرّاء ذلك.

وبحسب تقرير صدر عن منظمة "رايتس رادار" الحقوقية، فإنّ سيدات تعرضن من قِبل مليشيا الحوثي لحالات عنف وتحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل وحالات زواج قاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، وكذا الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، وإعاقة المرأة عن الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية.

وبيّن التقرير ارتكاب نحو 20 ألف انتهاك ضد اليمنيات ارتكبتها مليشيا الحوثي بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، وتضمّن ذلك عمليات قمع مروعة، وهدرًا لكرامة المرأة اليمنية، وحرمانها من أبسط الحقوق.

كما فرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.

في جريمة أخرى كُشف النقاب عنها في أكتوبر الماضي، تعرّضت 35 امرأة في صنعاء للاختطاف من قبل مليشيات الحوثي، بتهمة مواجهة الحرب الناعمة، حيث اقتحمت فرق تابعة للمليشيات المنازل واختطفت نساء بعضهن يصل أعمارهن إلى 50 و60 سنة، مع مصادرة الأموال والمجوهرات وتلفيق لهن تهمًا مشينة.

قادت كل هذه الانتهاكات، إلى دعوة المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف جرائم الحوثيين ضد النساء، والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلات من سجون المليشيات، إلا أنّ أحداً أو جهة لم يتحرك من أجل إجبار الانقلابيين عن وقف هذه الانتهاكات.