المال القطري في اليمن: يقوي شوكة الحوثي ويخفف الضغط على طهران
لم تكن الأنباء المتداولة مؤخرا بشأن الدعم المالي القطري المقدم إلى مليشيا الحوثي في مناطق متفرقة من اليمن، أمرا جديدا أو غير مألوفا، لكن تزايد الحملات التي كشفت عن تهريب ملايين الريالات في وقت تتزايد فيه خسائر الحوثي بجبهات متعددة وتواجه فيه طهران عقوبات أمريكية وأزمة اقتصادية تكاد تعصف بها، يبرهن على أن قطر تعمل على تخفيف الضغط التي تواجهه طهرن ويهدف لتقوية شوكة الحوثي الذي كان من الممكن أن يواجه مصيره بمفرده.
وكشف الإعلامي الإماراتي جمال الحربي عن قيام قوات التحالف بضبط مبلغ 50 مليون ريال قطري كانت في طريقها الى الحوثيين، لافتا إلى أن الدعم المستمر من النظام القطري يثبت يوماً بعد يوم الدور الخبيث للأيادي السوداء القطرية في اليمن.
وتلعب قطر أدوار مكلمة لطهران، والتي أضحى دورها يتركز بشكل أكبر خلال الآونة الأخيرة على تقديم الدعم العسكري للمليشيات المسلحة، فيما تتولى قطر دور الداعم المادي الأكبر للعناصر الانقلابية، وهو ما شأنه بعثرت أوراق اللعبة السياسية في اليمن، وتخفيف الضغوطات التي تواجهها طهران من المجتمع الدولي.
الدعم القطري وزيادة الهجمات
وربط العديد من السياسيين اليمنيين بين تصاعد هجمات الميليشيات في الآونة الأخيرة في المناطق المحررة وبين الدعم السخي الذي يتلقونه، مشيرين إلى أنه يحمل بصمات الدعم القطري التخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار، وإفشال خطط الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
وكانت قطر سباقة في دعم التمرد الحوثي في شمال اليمن منذ 2004، لكنها استمرت في نهجها الذي اتبعه من قبل لتمويل القاعدة في تمويل الحوثي أيضا، بعد أن تركزت أموالها على دعم المؤسسات الخيرية التي تعمل لواء العمل الإنساني غير أنها توجه هذه الأموال إلى ميادين القتال عبر أساليب وألاعيب عديدة.
بحسب الكاتب والصحفي كامل الخوداني الذي أكد أن الدوحة أنفقت في الشهور الأخيرة من 2018 أكثر من 500 مليون دولار لدعم الحوثيين عسكرياً، كما كثفت قطر دعمها الإعلامي لجماعة الحوثي، من خلال تدريب عناصرها الإعلامية، أو الترويج لخطاب الجماعة التي بدورها سارعت إلى إعادة فتح مكتب قناة "الجزيرة" في صنعاء. وأصبح القيادي الانقلابي، محمد علي الحوثي، بوقاً إعلامياً.
دعم قطري وتمويل إيراني
ومؤخرا، أكد مدير أمن لحج العميد صالح السيد، ضبط الأجهزة الأمنية عدداً من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش تم استخدامهم من قبل ميليشيات الحوثي بدعم قطري وتدريب إيراني لتنفيذ جرائم وأعمال تخريبية بالمحافظات الجنوبية، لافتاً إلى أنه سيتم عرض اعترافاتهم قريباً عبر وسائل الإعلام وللرأي العام العالمي.
وقال إن مثل هذه الهجمات الإجرامية وآخرها هجوم العند مرتبطة ببعضها بعضا مع هجمات إرهابية تستهدف أمن واستقرار المحافظات المحررة وأيضاً ضرب جهود قوات التحالف العربي ودورها المحوري في تأمينها وتطبيع الأوضاع فيها، موضحاً أن مؤامرات هذه القوى باتت اليوم مفضوحة ولا تريد الاستقرار وعودة الحياة إلى هذه المحافظات التي تنفست عقب خلاصها من الميليشيات الانقلابية.
فيما كشفت مصادر يمنية بالمكلا الساحلية بمحافظة حضرموت أن مكونات وخلايا مرتبطة بإيران وقطر سعت، خلال الأسبوع الماضي، لتنفيذ مخطط تخريبي في مناطق بالمهرة وحضرموت بغية استهداف الأمن والاستقرار ونشر الفوضى وضرب الجهود المبذولة من قبل دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في دعم التنمية والازدهار وتشويه هذا الدور تحت الترويج لأكاذيب وافتراءات.
وأضافت المصادر ذاتها في تصريحات نقلتها صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، أن التحركات الأخيرة في المحافظتين كشفت عن القناع الإرهابي والتخريبي الذي تتستر تحته بعض التكتلات والجماعات المتطرفة التي تسعى لتحقيق أجندة تخريبية في اليمن بدءاً من دعم الميليشيات الحوثية وداعش والقاعدة وصولاً إلى تمويل الخلايا التخريبية التي شكلتها بهدف إعاقة عودة الحياة وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة.
أعمال صبيانية
وقالت المصادر إن مدينة المكلا شهدت محاولة لتحركات يقودها القيادي «فادي باعوم» المعروف بولائه لقطر وإيران عبر تنظيم فعاليات استفزازية جاءت متزامنة مع تحركات مشبوهة أخرى في المهرة هدفها نشر الفوضى والتخريب وتشويه دور التحالف العربي.
وأضافت أن فادي باعوم تحصل على تمويل من قطر وإيران من أجل إقامة سلسلة من الفعاليات في عدد من المحافظات المحررة للإساءة للأشقاء في التحالف العربي وجهود الأمن والاستقرار، وتشكيل خلال لتنفيذ مخطط التخريب، وهو ما كشفه أعضاء في الخلية التخريبية التي تم ضبطها في شبوة.
وخلال العام المنقضي زاد الدعم القطري لإيران، وهو ما دفع فريق اليمن الدولي للسلام، لمطالبة مجلس الأمن الدولي بمعاقبة قطر لإصرارها على تهديد الأمن والسلام العالمي عبر دعمها الدائم للجماعات الإرهابية كاشفاً عن دعم مالي تقدمه قطر لميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.
ووفقاً لوثيقة صادرة من رئاسة هيئة الأركان التابعة للميليشيا الحوثية بصنعاء إلى الدائرة المالية بوزارة الدفاع تطلب فيها صرف إكرامية قدرها مبلغ 30 ألف ريال لجميع القوى المرابطة في جبهات القتال من المنحة المالية القطرية المقدمة لوزارة الدفاع على أن يتم الصرف بصورة عاجلة.
وأوضح الفريق، وهو فريق قانوني يضم محامين من دول عربية عدة، أن الدعم القطري تجاوز تقديم الدعاية الإعلامية عبر قناة الجزيرة إلى مرحلة التمويل المالي والعسكري للميليشيا التي وصلت جرائمها وانتهاكاتها إلى مستوى خطير.