مدير المسجد الأقصى: لن نرضى بإغلاق جزء منه ولن نتنازل عنه
أعلن مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، عن أن الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما (الدونم يعادل كيلومترا مربعا) وبكل مبانيه ملك للمسلمين وحدهم، مشددا على أن منع الأوقاف الإسلامية بالقدس من الوصول إلى أي جزء فيه يعد تدخلا في شئون الوصاية الأردنية الهاشمية على الأقصى بحسب نظام "استاتيكو" (المُتعلق بمكانة المسجد الأقصى وبسلطة الأوقاف الإسلامية) عام 1967 ومعاهدة السلام في وادي عربة.
وذكر الكسواني، أن "تصرفات شرطة الاحتلال الإسرائيلي وتصريحات المتطرفين اليهود التي تفضح طموحاتهم في الاستيلاء على المنطقة الشرقية (مبنى باب الرحمة) لإقامة كنيس لهم، جعلت لدينا تخوفات من تحقيق هذه الأطماع التي يطلقها المتطرفون بدعم وحماية من حكومة الاحتلال"، مشيرا إلى أن "الاحتلال هو قوة غاشمة قائمة على منطق البلطجة، وليس له أي حق نهائيا في الدخول واقتحام باحات الأقصى أو إغلاق أي جزء فيه أو إجبارنا على الحصول على أي إذن قبل دخول أي جزء منه"
وأكد أن المسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل يخص كل المسلمين في جميع أنحاء العالم، وواجبهم الدفاع عنه كشعوب مسلمة عربية وغير عربية، مشددا على أن "الأقصى عقيدة، ولن نتخلى عن عقيدتنا، ولن نرضى بإغلاق جزء منه، ولن نتنازل عنه، فالأقصى ذكر في القرآن الذي يتلى ويتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة".
وأشار إلى أن مبنى باب الرحمة كانت تستخدمه الأوقاف كقاعة للامتحانات فترة الـ16 عاما الماضية، لكن مع تجديد مجلس الأوقاف مؤخرا وزيادة عدد أعضائه إلى 18 عضوا بدلا من 11 عضوا، قام الاحتلال بالدخول إلى مبنى باب الرحمة لأنه داخل أسوار المسجد الأقصى وتحت وصاية الأوقاف ولا يحتاج أبدا أي إذن لدخوله، وتفقد المجلس الجديد للأوقاف حالة المبنى، لا سيما أن الاحتلال لم يسمح بترميمه على مدى الـ16 عاما الماضية، وقام أعضاء المجلس بتفقد المبنى من الداخل وأداء صلاة الظهر، فيما قامت الشرطة الإسرائيلية بوضع جنازير وأقفال على البوابة الخارجية، وأي شخص ينزعها تقوم بحبسه.
وأوضح أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أقرت بأربعة قرارات أن المسجد الأقصى يخص المسلمين وكل ما يجري من محاولات تهويدية حفريات في البلدة القديمة بالقدس هي باطلة ويجب أن تتوقف عنها إسرائيل وتعيدها كما كانت، لكن كانت ردة الفعل الإسرائيلية هي الانسحاب من اليونسكو وضربت عرض الحائط بكل القوانين الدولية ومعاهدات السلام، وهو ما يفضح أطماعها الواضحة في المسجد الأقصى والقدس القديمة والقصور الأموية والحفريات في منطقة حائط البراق.
وتساءل الشيخ الكسواني قائلا: "ماذا يريد الاحتلال بإصداره قرارا بإغلاق مبنى باب الرحمة إلا إذا كان يريد اقتطاع جزء من الأقصى وعمله كنيسا؟! ولا أعتقد أن هناك سببا آخر يمنع الأوقاف من أن تمارس عملها في أملاكها، لا سيما أن ادعاءات العنف وأن هناك منظمة إرهابية داخله غير حقيقية وليست مقنعة وحجج واهية"، مؤكدا أن الناس تأتي حاليا لتصلي داخله وتذهب، ولا يوجد مكاتب مثلا أو أي شيء داخله، فهو مصلى كباقي المصليات الموجودة في الأقصى يصلي فيها الناس فقط ولا يوجد مكاتب تابعة لأي جهة.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أغلقت مبنى يقع قرب باب الرحمة، يضم قاعة ومكاتب، في العام 2003، بداعي وجود "منظمة إرهابية" فيه ويجري تمديد الإغلاق سنويا.
وكانت محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس قد قررت، أمس الأول، إمهال الأوقاف الإسلامية مدة أسبوع للرد على طلب إغلاق المبنى، وإلا فإنها ستصدر أمرا بإغلاقه.