الائتلاف الجنوبي.. مؤامرة إخوانية رسمها علي محسن الأحمر وموّلها أحمد العيسي
السبت 9 مارس 2019 02:44:00
"لا يهدف لإنفاذ إرادة شعب الجنوب بل لتضليل شعب الجنوب وتمرير مشروع الإقاليم الستة التي رسمت بيد علي محسن الأحمر".. ينطبق هذا الأمر على تحركات ما يُسمى بالائتلاف الجنوبي الذي قهره الفشل في عقد أول اجتماعاته بالعاصمة المصرية القاهرة.
الائتلاف "المذكور" أثار الريبة منذ الإعلان عن تشكيله، وبدا أنّه لا يشغله إلا استهداف المجلس الانتقالي تنفيذاً لأجندات أخرى على ما يبدو، تحركها الحكومة بغية إجهاض تطلعات وتحركات شعب الجنوب نحو تشكيل دولته، وهنا برز دورٌ واضح لمحسن الأحمر في هذا السياق.
وإذا كان رجل الأعمال (المتهم بالفساد) أحمد العيسي هو مموّل هذا التحرك الإخواني، فإنّ الأحمر هو من رسم "سيناريو هذا المخطط"، حيث ضمّ إلى الائتلاف شخصيات موالية لجماعة الإخوان الإرهابية وقيادات من الشمال تتستر تحت غطاء الشرعية، مع تمثيل ضئيل للغاية من شخصيات الجنوب؛ في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على هذه التحركات، لكنّها باءت بفشل ذريع.
و"الأحمر والعيسي" من أبرز رجال المال في تنظيم الإخوان، وكانا يسيطران ماليا وعسكريا على الحديدة، حيث كان الأحمر يوفر الحماية العسكرية لتاجر النفط الشهير (العيسي)، فيما كان الأحمر يمتلك قوات عسكرية يدين قادتها له بالولاء، وهي القوات التي لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين الذين احتلوا الحديدة دون أي مقاومة.
ونال "الأحمر" ضربة سياسية عاصفة، عندما تمّ الإعلان عن فشل انعقاد المؤتمر الأول للائتلاف في العاصمة المصرية القاهرة، واللافت أنّ أبواقاً إعلامية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية قد روّجت رواية كاذبة بشأن هذا الفشل، حيث زعمت أنّ الأجهزة الأمنية في مصر لم تسمح بعقد الاجتماع بطلب من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووصل ما وُصف بأنّه "هذيان" من تلك الأبواق الإعلامية، إلى حد الإدعاء بأنّ مسؤولين بجهاز المخابرات المصرية أبلغوا عدداً من الشخصيات اليمنية المتواجدة في القاهرة بصعوبة عقد الاجتماع منعاً للتسبّب في حرج إقليمي للقاهرة.
لكن في الواقع، كان لفشل هذا الاجتماع سببٌ آخر، كشفه أحد الذين كان يُفترض أن يكون مشاركاً في الاجتماع، حيث قال إنّ الحضور كان قليلاً للغاية، ولم يحضر أي قيادي جنوبي من قيادات الحراك الحقيقي.
وأوضح المصدر أنّ الفشل الذي حصل ليس بسبب منع السلطات المصرية، لأن الأمن حضر إلى الفندق وحقّق مع الداعين للاجتماع وحذرهم من الإساءة إلى أي دولة، معيداً التأكيد أنّ الفشل كان بسبب عدم حضور الاجتماع من قبل أي من الشخصيات الجنوبية المعتبرة او القيادات الحراكية القديمة.
ويكشف ترويج مثل هذه الأكاذيب من قبل "إعلام الإخوان" مدى الصدمة التي نالت من الأحمر وحلفائه بالإعلان عن فشل هذا المؤتمر الذي يتآمر لاستهداف دولة الجنوب تنفيذاً لأجندات أخرى على ما يبدو، تحركها الحكومة بغية إجهاض تطلعات وتحركات شعب الجنوب نحو تشكيل دولته.
وتخطيط "الأحمر" لعقد هذا المؤتمر، ضمّ دعوة قيادات شمالية تابعة للحكومة في التحضير للاجتماع وتوزيع الدعوات للضيوف، ومنهم محافظ صنعاء غالب علي جميل، إضافةً إلى تولي شخصيات شمالية مهاماً قيادية في الائتلاف ومنهم رئيس لجنة النظام صفوان سلطان، وهو أثار الريبة في حقيقة هذا الاجتماع والجهة التي تقف وراءه، في إشارة إلى الحكومة؛ رغبةً في استهداف المجلس الانتقالي والنيل من النجاحات الكبيرة التي حقّقها على الصعيدين الأمني والسياسي.