رسالة إلى شباب عدن المحتجين
د.عبده يحيى الدباني
- الجنوب وحرب الأمراض القاتلة !!
- حين تكون الشجرة وطنا
- نحررهم اليوم ليحتلونا غدا !!
- قطرات من سماء الوطن
أبناءنا الشباب، نتوجه إليكم بهذا الخطاب الحريص عليكم وعلى مدينتنا الحبيبة عدن.
أولا: إن مطلبكم الأساس من وراء هذه الاحتجاجات قد تحقق كثير منه بعد أن قامت وزارة الداخلية بتشكيل لجنة مختصة بالتحقيق في قضية الفقيد الشاب (رأفت دنبع) وتسليم الجناة للجهات المختصة ليقول القضاء فيهم كلمته العادلة.
ثانيا: إن استمرار الاحتجاجات، لاسيما قطع الطرق وإغلاق الشوارع وإحراق الإطارات وإشاعة الفوضى ومقاومة رجال الأمن بعد الإجراءات الرسمية المذكورة تعد هذه الأعمال باطلة وفوضوية، فهي تزيد الأوضاع سوءا وتؤدي إلى إزهاق أرواح أخرى هي غالية علينا كما هي روح الشاب (رأفت دنبع)، رحمه الله، غالية علينا، فينبغي التوقف عن هذه الاحتجاجات التي سلكت منهجا عنيفا وانتظار ما تسفر عنه الإجراءات الأمنية المتخذة.
ثالثا: يجب أن تعلموا وتدركوا أيها الشباب المحتجون أن هناك قوى سياسية متربصة بكم وبمدينتكم وهي معادية لقضية الجنوب العادلة تسعى على الدوام إلى العبث بأمن هذه المدينة وتفتعل الأزمات وتشعل الحرائق. هذه القوى نفسها قد ركبت موجة احتجاجاتكم لأهداف تخصها هي ولا علاقة لها بمطالبكم المشروعة فلا تمنحوها الفرصة لتحقق أهدافها المريبة المشبوهة في عدن التي كانت تنتظرها وتعمل من أجلها.
رابعا: إن رجال الأمن الذين خرجتم محتجين عليهم والذين يقاومهم البعض منكم بالسلاح هم إخوانكم فهم جنوبيون وكثير منهم من أبناء عدن وقد أدوا رسالة وطنية وإنسانية خلال ما مضى من السنوات، أما الذين يخطؤون في عملهم أو يتلبسون بجرائم قتل أو غيرها من رجال الأمن فهؤلاء يجب أن يتحاسبوا ويتعاقبوا حسب القانون فلا تشفع لهم مواقعهم ولا كونهم رجال أمن من الحساب والعقاب.
خامسا: أيها الشباب الغاضب احذروا أن تنطلي عليكم مؤامرات المتربصين بكم وبمدينتكم وبقضيتكم الجنوبية التي ضحى من أجلها زملاء لكم وآباء بأرواحهم خلال سنوات طويلة من عمر الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية البطلة.
سادسا: لقد جن جنون أعداء الجنوب وقضيته حين أدركوا أنه يمضي بقوة نحو قيام دولته المستقلة سياسيا وميدانيا ودبلوماسيا فحشدوا ما تبقى من أوراقهم لإرباك المشهد الجنوبي الذي يتشكل بقيادة المجلس الانتقالي وعرقلة الخطوات التي تقرب شعبنا من أهدافه المشروعة وليس المكون المسخ الهجين الذي ينوون إشهاره إلا واحدة من هذه الأوراق الوسخة، ولكن أوراقهم هذه ستحترق لا محالة كما احترقت أوراقهم السابقة عبر تاريخهم سيئ الصيت في الجنوب، ومن سار في فلكهم من أبناء الجنوب المتاجرين بقضية شعبهم.