الأشجار تحمي أهالي حجور من جرائم الحوثي وسط تجاهل المجتمع الدولي (تفاصيل)
في الوقت الذي ترتكب فيه مليشيات الحوثي الانقلابية أبشع الجرائم في محافظة حجة وخصوصا بحجور، ومطالبات المنظمات الحقوقية اليمنية بتدخل دولي عاجل لإنهاء الأزمة وخلاص الأبرياء من السرطان الحوثي، يتجاهل المجتمع الدولي تلك الإدانات ويترك أهالي مديريات حجة كفريسة في يد الانقلابيين.
المنظمات الحقوقية اليمنية رصدت نحو 8 آلاف جريمة ارتكبتها الجماعة الحوثية الموالية لإيران ضد سكان قبائل حجور في مديرية كشر شمال محافظة حجة الحدودية خلال شهرين، داعية إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لحماية المدنيين من البطش الحوثي.
شهادات النازحين
وذكرت مصادر قبلية ونازحين من مديرية كشر التي تتمركز فيها قبائل حجور أنهم اضطروا للهروب إلى مديريات حيران وأسلم بعد أن قصفت المليشيا قراهم بالمدفعية والدبابات وأغلقت جميع المنافذ ومنعت دخول الأغذية والمياه والأدوية وأنهم الآن يبيتون تحت الأشجار وصنعوا من الأقمشة القديمة خياماً تقيهم من حرارة الشمس وتستر عائلاتهم التي هربت من دون أن تأخذ معها أي شيء وأنهم لا يملكون لا أغذية ولا أدوية ولا ملابس أو أغطية.
ووفق ما قاله هؤلاء فإنهم تَرَكُوا بعض أقاربهم جرحى وجيران دفنوا تحت أنقاض المنازل التي هدمت على رؤوس ساكنيها نتيجة قصف الدبابات، كما أوضح هؤلاء أن عائلة بني النمشة في منطقة العبيسة لا يزالون يتعرضون للملاحقات التي طالت كل الذكور وتم إحراق مساكنهم وتفجيرها بعد أن قاموا بقتل عدد من أفراد هذه العائلة التي واجهت ميليشيا الحوثي الإيرانية.
ووفق ما جاء في شهادات النازحين فإن معظم سكان العبيسة شرقاً وبني رسام جنوباً وبني عمر وبني سعيد والجحاشة والزعاكرة غرباً، نزحوا عن مناطقهم بعد أن تعرضت للقصف والاقتحام من الميليشيا.
ودعت المنظمات الحقوقية في بيان لها، اليوم الخميس، إلى إدانة الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي مطالبة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان بالقيام بواجبها القانوني والأخلاقي؛ وإدانة هذه الجرائم والضغط على ميليشيات الحوثي لوقف عمليات الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها.
وطالبت المنظمات الحقوقية بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي تخصص لمناقشة الوضع الكارثي في حجور واتخاذ قرارات دولية تلزم المليشيات الحوثية بوقف عمليات الإبادة والإعدامات الجماعية، وتوفير الرعاية الصحية للجرحى، ووقف عملية الاختطافات، والإخفاء القسري، ونهب وإحراق ممتلكات المواطنين.
وأوضحت المنظمات الحقوقية اليمنية في بيانها أن المليشيات قامت بتفخيخ وتفجير وإحراق 150 منزلاً، منها 75 منزلا دمرت بالكامل بعد نهب محتويات معظم تلك المنازل وكذا إحراق وتفجير أكثر من 35 شاحنة تستخدم لنقل المياه.
وذكر البيان الحقوقي أن عدد الجرحى بلغ 480 جريحاً، منهم 60 امرأة، و30 طفلاً في حين بلغ عدد المختطفين والمخفيين قسرياً 170 بعضهم اختطفوا وجراحهم تنزف دون تقديم الخدمات الإسعافية لهم.
وقالت المنظمات اليمنية الحقوقية إن حالات التهجير القسري في حجور بلغت 1650 حالة في حين بلغ عدد الأسر النازحة أكثر من 5 آلاف أسرة في الوقت الذي سيطرت فيه الميليشيات الحوثية 186 مزرعة، وقامت بإتلاف 45 مزرعة أخرى.
وأشارت المنظمات إلى أن الحصيلة الأولية تشير إلى أن حالات الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية بحق أبناء مديرية كشر خلال شهرين بلغت 7921 حالة انتهاك، بينها: 205 حالات قتل، بينهم 20 طفلاً و30 امرأة، حيث تنوعت بين الإعدام المباشر والإعدامات الجماعية والقصف بالأسلحة الثقيلة بما فيها الصواريخ الباليستية على المنازل بمن فيها من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استخدامهم دروعاً بشرية.
التقارير الحقوقية، تؤكد استمرار مليشيا الحوثي الإيرانية عملياتها الإجرامية في حق قبائل حجور بمحافظة حجة فيما طالبت الحكومة بلجنة تحقيق دولية في تلك الجرائم وسرعة إرسال مساعدات غذائية للنازحين والسكان الذين يقاسون من الجوع والتشرد والمطاردة.
تصفية المعارضين
نازحون ومصادر قبلية وأخرى في المقاومة، أكدوا أن قائد انتفاضة قبائل حجور الشيخ أبو مسلم الزعكري وقع أسيراً في يد المليشيا أثناء المواجهات معهم وأن المعلومات عن مقتله غير صحيحة وأن المليشيا سعت إلى تسريب هذه المعلومات تمهيداً لتصفيته.
وحسب هؤلاء فإن الزعكري وقع أسيراً ثم قاموا بتفجير منزله وأخذوه على سيارة دفع رباعي مسلحة وغادروا المنطقة ونقلوه إلى صنعاء وسط مخاوف من تصفيته هو وبقية رفاقه، حيث بات مؤكداً أنهم وقعوا أسرى بعد إصابتهم خلال المواجهات.