الذكرى الرابعة .. لعاصفة حزم سلمان
أحمد سعيد كرامة
- منشأة بلحاف.. وأطماع إخوان اليمن
- لا تحملوا الذاتية فشل وفساد 30 عاما
- الوقاية خير من العلاج
- 5 ألف ريال .. زيادة فوق سعر كيس الأرز
نحتفل اليوم بأهم وأغلى حدث وهي الذكرى الرابعة لانطلاقة عاصفتي الحزم والأمل بقيادة المملكة العربية السعودية , التي تعتبر النواة الرئيسية لأول تحالف عربي إسلامي ضد المد الشيعي الإيراني ممثلا بوكيله اليمني مليشيات الحوثي الإنقلابية .
إكتساح مليشيات الحوثي وعفاش لجميع المحافظات الشمالية والجنوبية في اليمن يجعلك تشكر الله كثيرآ على تسخيره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبقية الروؤساء والزعماء والملوك والشيوخ المشاركين ضمن قوام قوات التحالف العربي في اليمن .
لعاصفة الحزم أهداف إقليمية ودولية , ونحمد الله بأن أهدافنا المحلية تقاطعت مع الأهداف الإقليمية والدولية وأصبحنا يدا واحدة ضد المشروع الإيراني الصفوي في اليمن خاصرة الجزيرة العربية .
البعض قد يقول بأن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية قد تورط بالحرب اليمنية أو سقط بالمستنقع اليمني الأخطر على المستوى العالمي , وهذا خطأ تحليلي وإستنباطي وإستقصائي فادح .
المشروع الإيراني الإستثماري الشيطاني لمليشيات الحوثي تجاوز عمره العقدين من الزمن , وسخرت جميع الإمكانيات المادية وغير المادية لضمان نجاحه لجعل اليمن تابعة لولي الفقيه وخنجر يطعن به المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج والعالم العربي .
في السنة الأولى لعاصفة الحزم كان النصر الساحق الماحق الذي أذهل العالم أجمع لصالح التحالف العربي , قوات الجيش اليمني الخاضعة لسيطرة الرئيس الراحل عفاش من البرية إلى الجوية والبحرية والحرس الجمهوري وغيرها المتحالفة مع مليشيات الحوثي تم القضاء عليها أو تشتيتها وتقليم أظافرها وأصبحت مجرد مليشيات بدائية .
سبب تأخير تحرير باقي المناطق الشمالية ومدينة وميناء الحديدة هو عدم التوافق الدولي على شكل الدولة القادمة في اليمن ومستقبل جنوب اليمن وقضيته , وما يحدث الآن هو عبارة عن عمليات عسكرية وليست حرب بمفهومها العلمي أو المهني , من أجل الضغط على الأطراف المعنية وجرها لطاولة المفاوضات وإعلان نهاية الحرب اليمنية , وكما قلت سابقا بأن الحديدة هي مفتاح النصر والسلام .
أخيرا وصلت المملكة العربية السعودية لقناعة تامة ولو كانت متأخرة بإستحالة عودة الشراكة والتحالف الإستراتيجي مع شمال اليمن , ودفعت السعودية ثمن باهظ جدآ هذه المرة .
بسبب التغيير الفكري والمذهبي لحلفاء الأمس أعداء اليوم لن تتمسك السعودية بوحدة التراب اليمني كما كانت في السابق من أجل الحفاظ على أمنها القومي وعدم توسع الرقعة الجغرافية لإعدائها الشماليين , سيظل الحوثي مرتبط فكريا وإيدلوجيا بالعتبات المقدسة بإيران وسيشكل تهديد مستمر على السعودية حتى ظهور جماعة أو حركة زيدية مناوئة له .
ولا خيار أمامها وبضغوط دولية غير الرضوخ لمشروع إنفصال الجنوب أو إقليم جنوبي وأخر شمالي إذا لم يكن هناك توافق دولي أو إقليمي على الإنفصال بوقتنا الراهن .
ما نراه اليوم هو عملية جراحية معقدة لمريض تعرض لحادث مروري شنيع وهو اليمن , ولهذا كانت لعاصفة الحزم أثرها الإيجابي وتداعياتها المحلية والإقليمية والدولية في صياغة وصناعة يمن جديد سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وجغرافيا .