بعد الانقلاب.. «الفخار» صناعة دمرها الحوثي في اليمن

الأربعاء 27 مارس 2019 17:45:11
 بعد الانقلاب.. «الفخار» صناعة دمرها الحوثي في اليمن
تعد صناعة الفخار في اليمن واحدة من أقدم الحرف اليدوية في البلاد، غير أن هذه الصناعة تراجعت بصورة كبيرة وتواجه تحديات ومشاكل إنتاجية عديدة، حيث وضعت قلة الإقبال على المنتجات الفخارية، هذه المهنة والحرفيين العاملين فيها، في «مهب الريح» بعد دمار المليشيات الحوثية للاقتصاد اليمني.
ويواجه صانع الفخار صعوبة في تدبير ومواكبة متطلبات الحياة اليومية بعد 4 سنوات من الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الانقلابية بسبب قلة موارد الدخل أو ارتفاع تكلفة المواد.
ويقول علي حسن مرعي: إن المهنة التي قضى 40 عاما من عمره في العمل بها تواجه صعوبات بالغة.
يدير علي حسن مرعي البالغ من العمر 60 عاما ورشة لصناعة الفخار، وهي مهنة توارثتها العائلة جيلا بعد جيل على مدار 50 عاما، لكنه يقول إن هذا العمل لم يعد كافيا لتغطية النفقات ومتطلبات الحياة الأساسية. 
«لا أدخر منها أي شيء، فنحن نشتغل فيها من أجل تأمين لقمة العيش التي تنحصر في الأكل والشرب لا أكثر»، بهذه الكلمات أكد «حسن» أن حاله لا يختلف عن حال بقية حرفيي الفخار في كل اليمن، وتعود البدايات الأولى لصناعة الفخار في اليمن إلى حوالي 2600 سنة. 
ومن أهم الأماكن والمواقع التي تشتهر بصناعة الفخار في اليمن منطقة تهامة وزبيد والجراحي وبيت الفقيه تليها عتمة ووصابين وريمه ومنطقة الحجرية والعديد من المناطق في صنعاء وحضرموت وغيرها، حيث حافظت هذه المناطق على صناعة الفخار بأنماطها التقليدية وألوانها المتعددة والزاهية. 
وتدخل في صناعة الفخار عدة مواد طبيعية، أهمها الطين اللبني الذي يوجد على شكل خيوط حمراء في باطن الأرض والجبال ويطلق عليه اسم التراب الأحمر. 
ولنجاح صناعة الفخار يقوم الحرفي المختص أولا باختيار نوعية التراب ومزجه بالماء وإعداد مقدار معين من الطين اللبني، ثم يأتي دور الحرفي الخبير بتشكيل الطين إلى عدة تحف مختلفة الأغراض والأحجام وتجفف في ضوء الشمس قبل وضعها في أفران تقليدية توقد النار فيها لفترات محددة، ثم يقوم الحرفي بعد ذلك باختيار الأدوات المصنوعة ومدى صلاحيتها للاستخدام ويختلف الوقت الذي تتم فيه صناعة المنتجات الفخارية حسب نوعية كل شكل وحجمه والغرض من صناعته. 
وينتج حرفيو الفخار «الأزيار» وهي جرار مختلفة الأحجام تستخدم لحفظ المياه وتبريدها وتستعمل أيضا لتخزين التمور وحفظها لفترات طويلة، كما يصنعون «المحاميص» التي تستخدم لتحميص البن الذي اشتهر به اليمن، إضافة إلى فناجين القهوة من الخزف ولا يزال استخدامها إلى اليوم في مناطق البادية. 
وتشمل حرفة الفخار أيضا إنتاج طويس الماء، وهي كؤوس واسعة من الأعلى تضيق تدريجيا حتى تصير بحجم قبضة اليد، ويسهل إمساكها والشرب بواسطتها كما توسع الحرفيون في إنتاج أوعية المصاحف المكتوبة باليد، وهي أشبه ما تكون الآن بالأدراج. 
وهناك مصنوعات خزفية أخرى تم الاستغناء عنها تماما مثل الملخة والكعدة والمصب وألعاب التراث وكؤوس الماء والخيش الخزفي الذي لا تزال بقاياه إلى اليوم على سطوح بعض المنازل وغير ذلك. 
وعلى الرغم من هذه التشكيلة الواسعة من المنتجات الفخارية وخاصة القدور والصحون، يقول الحرفيون: إنه رغم تميز وصحية الطبخ بالأواني الفخارية إلا أن الذين يقبلون على الطبخ بتلك الأواني قليلون جدا خاصة بعد تطور الصناعة وظهور أصناف مختلفة من الأواني البلاستيكية والمعدنية، وقليلون جدا مازالوا يحافظون عليها ولهذا فسوق الأواني الفخارية في تراجع مستمر ومن النادر من يأتي لشرائها خاصة بعد غياب السياح الذين كانوا مولعين بهذه التحف الفخارية.