مدنيو حجور وجرائم الحوثي.. الموت مرتان

الخميس 28 مارس 2019 03:58:09
مدنيو حجور وجرائم الحوثي.. الموت "مرتان"

يموت آلاف المدنيين في مديرية كشر بمحافظة حجة، مرتين، واحدة بالإرهاب الحوثي، وأخرى بالصمت الدولي.

لا تزال المأساة مستمرة في محافظة حجة وتحديداً ضد قبائل حجور في مديرية كشر، مع استمرار المجازر الوحشية التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية والتي تستهدف المدنيين في المقام الأول.

أرقامٌ مفزعة من الجرائم التي مورست ضد أبناء قبائل حجور بدأت تتكشف، إذ أعلنت السلطة المحلية بمحافظة حجة عن حجم هذه الانتهاكات، والتي بلغت حتى الآن أكثر من 7500 انتهاك إنساني بحق المواطنين، تصدرت أعمال التهجير القسري وتدمير الممتلكات بشكل كلي وجزئي واحتلال منازل أخرى ونهبها، وإحراق المزارع بواقع 5486 واقعة.

تلي ذلك أعمال القتل والإصابة بواقع أكثر من 460 قتيلاً وجريحاً من المدنيين بينهم كثير من النساء والأطفال، وبلغ عدد المهجرين من الذكور 1595 ومن الإناث 1488.

السلطة المحلية استهجنت صمت المنظمات الدولية وتجاهلها ما يحدث للمدنيين في مديرية كشر من انتهاكات حوثية، متهمةً إياها بالتواطؤ مع الانقلابيين، سواء الأمم المتحدة أو الصليب الأحمر أو غيرهما، حيث غاب دورهم بشكل كلي عن تلك المناطق، ما كبّد المدنيين أعباءً ثقيلة.

جرائم ترقى إلى حرب إبادة جماعية ضد الإنسانية مارستها المليشيات في حجور، لم تلقَ الرد المناسب عليها من المنظمات الدولية المنادية بحقوق الإنسان.

وكان مشاركون في ندوة عن حالة حقوق الإنسان في اليمن، نظمتها المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، قد كشفوا أنّ مليشيا الحوثي شنت حربًا شرسة استخدمت فيها كل الأسلحة الثقيلة ضد قبائل حجور.

وحذّر المشاركون في الندوة، التي عقدت الاثنين الماضي بعنوان "حجور المأساة المستمرة"، من جرائم إبادة جماعية وفضائع مروعة ترتكبها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المواطنين في قرى مديرية كشر وحجور تحديدًا بمحافظة حجة.

وقال المشاركون، إن العالم سيفيق من غفلته على مأساة إنسانية كارثية هي الأكبر في اليمن تذكر بجرائم الإبادة الجماعية، وأنّ المليشيات كثفت من هجماتها على قرى المديرية وقصفت بالصواريخ الباليستية وبالدبابات والمدفعية ومختلف أنواع الأسلحة بشكل هستيري وعشوائي.

هذه الجرائم تأتي في ظل حصار خانق تفرضه المليشيات على المديرية وقطع إمدادات الغذاء والماء والدواء وغياب لكل مقومات الحياة، وموجة نزوح وتهجير داخلي هي الأكبر في تاريخ اليمن لعشرات آلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ولجأوا للجبال البعيدة عن مناطق القصف.

واستغرب المشاركون صمت المجتمع الدولي إزاء هذه المذابح التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في قرى حجور من قصف عشوائي وقتل للنساء والأطفال بدم بارد، معتبرين أنّ صمت العالم ومنظمات حقوق الإنسان على هذه المجازر الإرهابية التي ترتكبها المليشيات منذ شهرين في حجور أمر صادم ومروع ووصمة عار في جبين العالم الذي يتغنى بحقوق الإنسان.

وأوضح المشاركون أنّه منذ أربع سنوات، تعرضت هذه المنطقة للعزل عن الإعلام على الرغم من ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق سكانها، منها تفجير المنازل وقتل الأطفال والنساء وكل ذلك بعيدًا عن أعين الإعلام والمنظمات الحقوقية، وأن المليشيات تستهدف المناطق المأهولة بالسكان بمختلف القذائف والمدفعية الثقيلة والصواريخ الباليستية، ما تسبب بنزوح آلاف الأسر تحت نار القصف والقنص المباشر.