في سجون الحوثي.. التعذيب حتى الموت
الأربعاء 10 إبريل 2019 18:30:52
تواصل المليشيات الحوثية الانقلابية، ارتكاب أبشع صنوف الانتهاكات ضد المعتقلين والمختطفين في سجونها، لتملأ سجلاً دموياً لا تنتهي صفحاته.
روايات متداولة على لسان أسر الضحايا في صنعاء كشفت عن تعرّض المختطفين في سجون الانقلابيين إلى إذلال وتعذيب، كما منعت الأسر من زيارة أبنائهم.
ويعاني العشرات من المختطفين والمختطفات في سجون مليشيا الحوثي من وضع صحي حرج نتيجة لما يتعرضون له في السجون من تعذيب جسدي ونفسي وإهمال صحي متعمد ساعد في انتشار الأوبئة داخل هذه السجون، بالإضافة إلى منع أهاليهم من إدخال الدواء والغذاء والمال.
وبحسب الروايات، تحتجز المليشيات العشرات من الفتيات بينهن صغيرات في أحد سجونها الخفية والواقع في بدروم مبنى حكومي كان مخصصاً للمتسولين بمنطقة صرف، وكان قد استهدفه طيران التحالف قبل أكثر من عامين.
وذكرت مصادر أنّ الفتيات المخفيات قسراً أغلبهن اختطفن خلال العامين الماضيين من الكافيهات والاستراحات وشوارع صنعاء، وبعضهن من منازلهن ولفقت لهن المليشيات تهمة الدعارة، وتواصل احتجازهن هذه المدة الطويلة دون أي مسوغ قانوني أو إحالتهن إلى المحاكمة.
وكانت تقارير حقوقية قد كشفت مؤخراً، أنّ مليشيا الحوثي تواصل ممارسة أشد أنواع الانتهاكات بشاعة وفظاعة بحق النساء المختطفات والمخفيات قسراً في سجون سرية بصنعاء ومناطق سيطرتها.
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان استمرار تعرض العشرات من المعتقلين اليمنيين للتعذيب الممنهج والمعاملة اللاإنسانية والمهينة من قبل سجانيهم في مراكز الاعتقال التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، كاشفًا عن تلقّيه شهادات تشير إلى أن عمليات التعذيب باتت ممنهجة في سجون الحوثي، والتي قد تصل في بعض الحالات إلى حد التعذيب حتى الموت.
وأوضح المرصد الحقوقي الدولي -مقرّه جنيف- أنّه يتابع سير إجراءات محاكمة36 يمنيًا بينهم معارضون وصحفيّون وناشطون حقوقيون متهمون بقضايا ملفقة.
وذكر الأورومتوسطي أنّه تلقى في وقت سابق إفادات من فريقه القانوني المتابع لقضايا المعتقلين الـ 36، تؤكد أنّ العديد من جلسات المحاكمات تفتقد الإجراءات القانونية الصحيحة، إذ سُبقت معظم المحاكمات بمجموعة من الانتهاكات الجسيمة بحق المعتقلين قبل وأثناء عرضهم على المحكمة، ومن ذلك تعريضهم للإخفاء القسري، والتعذيب الجسدي، والنقل سرًا من مرفق إلى آخر لعدة أشهر دون إبلاغ عائلاتهم بأماكن احتجازهم، أو حتى السماح لهم بالاتصال بمحامٍ.
وأعرب الأورومتوسطي عن قلقه على مصير المعتقلين عقب تغيّب بعضهم عن آخر جلسات المحاكمة التي عقدت يوم 2 إبريل 2019، كما حدث مع الدكتور "يوسف البواب" الذي لم يحضر جلسة المحاكمة، الأمر الذي يعزز المخاوف حول مصيره، خاصة أنّ مصادر للأورومتوسطي أكّدت اختفاءه من داخل المعتقل أيضًا، عدا عن أنّ الجهات التي اعتقلته تمتنع عن الإدلاء بأيّة تفاصيل بشأن مصيره.
وأوضح الأورومتوسطي أنّ معظم المعتقلين يقبعون في زنازين انفرادية، ويمنعون من تناول الطعام والدواء، ما يعرّض حياتهم للخطر الشديد، ويجعل أوضاعهم الصحية في تدهور مستمر، إذ يبدو بشكل جلّي على أجسادهم آثار سوء التغذية والرعاية الطبية.
من جانبها دعت "سارة بريتشت" المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي للتحرك والضغط على جماعة الحوثي لإجبارها على إيقاف الانتهاكات المستمرة لحقوق المعتقلين لديها، وإيقاف التعذيب الممنهج بحقهم، وضمان محاكمات عادلة لهم، بما يضمن الالتزام بالعهود والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وطالبت "بريتشت" السلطات التابعة لجماعة الحوثي بالكشف الفوري عن مصير الدكتور "يوسف البواب"، محملة إياها المسؤولية الكاملة عن سلامته وسلامة جميع المعتقلين في سجونها.
ونوّهت "بريتشت" إلى أنّ جماعة الحوثي لجأت إلى تطويع السلطة القضائية، وإصدار أحكام خارج نطاق القانون تحمل بعدًا سياسيًا للتخلص من المعارضين، إذ يبدو جليًا أنّ معظم الأحكام التي تصدر عن القضاء تكون بدوافع سياسية.
وحمّل المرصد الأورومتوسطي جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين لديها، مطالبًا بالوقف الفوري لعمليات التعذيب الممنهجة بحق المعتقلين، وإحالة مرتكبي الانتهاكات إلى المحاكم المختصة، داعياً الجماعة إلى الابتعاد عن تسييس القضاء واستخدامه لتصفية الحسابات مع المعارضين والخصوم السياسيين.
ودعا الأورومتوسطي المؤسسات الدولية، والأمم المتحدة، والدول الفاعلة في الملف اليمني إلى التدخل الفوري والضغط على أطراف النزاع في اليمن لوضع حد لمعاناة آلاف المعتقلين السياسيين، والعمل على ضمان سلامتهم ووقف الانتهاكات بحقهم.