الموت الحوثي يطارد اليمنيين.. أمواج الكوليرا تلتهم الناجين من قصف المليشيات

الخميس 11 إبريل 2019 02:06:37
الموت الحوثي يطارد اليمنيين.. أمواج الكوليرا تلتهم الناجين من قصف المليشيات

"اتهام جديد صريح" وجِّه إلى الحوثيين بتسبُّبهم في تفشي مرض الكوليرا في مناطق سيطرتها، ما ألقى بالناجين من غارات وهجمات الانقلابيين في نفق حالك تحتله الأوبئة التي عمدت المليشيات على تفشيها.

وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبدالحفيظ قال إنّ مليشيا الحوثي تتعمّد تدمير النظام الصحي في المناطق التي تسيطر عليها، ما أدى إلى تفاقم انتشار مرض الكوليرا الذي عاد مجدداً ليحصد حياة العشرات من اليمنيين.

عبد الحفيظ دعا في تصريحات لصحيفة "عكاظ"، إلى سرعة تدخُّل المنظمات الدولية والمجتمع الإقليمي لإنقاذ اليمنيين من الأمراض الخبيثة والفتاكة التي تودي بحياة العشرات يومياً.

ويواجه المرفق الصحي في اليمن صعوبات خطيرة ومتعددة بينها النقص الحاد في الأدوية، وباتت أكثر من نصف المرافق الصحية خارج الخدمة وبخاصةً في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي بسبب التدمير الذي طال المراكز الصحية من قبل العناصر الخارجة عن القانون.

وهناك آلاف العاملين في القطاع الصحي من العاطلين الذين لم يتقاضوا رواتبهم بحسب المسؤول الحكومي الذي حذّر من خطورة تحوُّل مرض الكوليرا إلى وباء في العديد من المدن والمحافظات، لا سيّما أنَّ هناك ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المصابين بالمرض في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثي.

ويصاب بهذا المرض الفتّاك أكثر من 100 شخص يومياً نتيجة تدهور أوضاع النظافة والصرف الصحي وانقطاع إمدادات المياه الصالحة للشرب.

وينذر استمرار هذا الوضع إلى المزيد من معاناة المواطنين، وبات الأمر لا يقتصر على الأزمة الصحية الحادة، بل وصل إلى تدهور وانهيار الأوضاع الإنسانية بشكل عام التي باتت كارثيةً، حيث يعاني أكثر من نصف السكان من أزمة الغذاء والمياه النظيفة.

وكانت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية قد ذكرت أمس أنّ مليشيا الحوثي هي السبب الرئيسي وراء انتشار مرض الكوليرا، وقد خلصت إلى ذلك بعد إجرائها مقابلات مع 29 شخصاً بمن فيهم مسؤولون في وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، وبعضهم مسؤولون عن توزيع المساعدات الإنسانية، أكّدوا أنَّ المليشيات هي المسؤول الرئيسي عن إلغاء شحنات الأدوية الخاصة بعلاج وباء الكوليرا في العام 2017.

ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسؤولٍ يعمل في المساعدات الإنسانية أنّ مليشيا الحوثي تستغل ضعف الأمم المتحدة لنهب المساعدات وبيعها، وأضاف أنّ العاملين في مجال الإغاثة يعرفون ذلك، وأنه إذا ما تحدثوا هم أو الأمم المتحدة عن هذا الفساد والتعنت الذي تمارسه المليشيات فإنَّ تأشيراتهم ستُرفض، ولن يُسمح لهم بالدخول مجدداً.

وصرح المسؤول بأنَّ مليشيا الحوثي نفّذت عدة حملات ورسائل على وسائط التواصل الاجتماعي تؤكد فيها أن اللقاحات غير فعالة، وقد تضر بصحة الأطفال.

في السياق نفسه، أجمع أربعة من مسؤولي المساعدات بينهم مسؤول صحي سابق في مليشيا الحوثي أنّ بعض قادة المليشيا وصفوا خطة التطعيم ضد الوباء بـ"مؤامرة أمريكية إسرائيلية لاستخدام اليمنيين كخنازير".

وفي مارس الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إنّ أعداد المصابين بوباء الكوليرا ارتفعت بشكل كبير في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي؛ جرّاء تدمير النظام الصحي من قبل الانقلابيين.

وأضافت المنظمة أنّها لاحظت ارتفاعاً كبيراً في عدد حالات الإصابة ‏بالكوليرا في محافظات عمران وحجة وإب وتعز، لافتةً إلى أنّها ستعزِّز ‏استجابتها لمكافحة الكوليرا، داعيةً إلى زيادة ‏المساعدات الإنسانية، لا سيّما تنفيذ برامج المياه والصرف الصحي، للحد ‏من انتشار الكوليرا.