الأطفال ضحايا إجرام الحوثي.. دماء الأبرياء تغطي ساحات المعارك
الأحد 14 إبريل 2019 22:05:50
لا تتوانى مليشيا الحوثي إنهاء حياة الأبرياء في اليمن ويأتي الأطفال على رأس المستهدفين من جانبها، سواء كان ذلك من خلال تجنيدهم ودفعهم إلى ميدان القتال، أو عبر اغتيال طفولتهم عبر ملاحقتهم بشكل يومي داخل المدارس، وكذلك من خلال استهداف المناطق الأهلة بالسكان والتي تخلف ضحايا أغلبهم من الأطفال، ونهاية باستهداف صحتهم من خلال المساعدة على انتشار الأمراض والأوبئة التي تودي بحياتهم.
وسلط الحادث الذي شهدته منطقة بني سويد بمديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار، وأسفر عن مقتل طفلين وإصابة آخرين، بسبب انفجار قنبلة من مخلفات تدريبات الحوثيين بالمنطقة، الضوء على حجم الضرر الواقع على ملايين الأطفال الأبرياء.
تجنيد الأطفال
تستغل مليشيات الحوثية الانقلابية تردي الحالة الاقتصادية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها لتجنيد الأطفال وانتهاك كافة حقوق الإنسان، ويواصل مشرفو الجماعة الانقلابية ااستقطاب الأطفال في أغلب الحارات والأحياء الشعبية الفقيرة المكتظة بالسكان، واستغلال حاجتهم المادية والتغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وقالت مصادر محلية عديدة، إن مشرفي المليشيات الحوثية يقومون بالتغرير بالأطفال بوعود وهمية كتسجيلهم في الرعاية الاجتماعية، ودفع مبلغ 15 ألف ريال يمني “حوالي 30 دولارا” لكل طفل يتم إرساله للجبهات، إضافة إلى وعود بتجنيدهم وإعطائهم أرقاماً عسكرية.
ويعود عشرات الأطفال والشباب أسبوعياً جثثاً هامدة إلى مستشفيات صنعاء بعد الزج بهم في صفوف المليشيات الحوثية في جبهات مختلفة، وفق مصادر محلية. ودأبت مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران على انتهاك حقوق الأطفال عبر اختطافهم لتجنيدهم قسراً والزج بهم في جبهات القتال.
وكشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد) عن إحصائية جديدة لجرائم تجنيد الأطفال من قِبل المليشيات الانقلابية، إذ جنّد الحوثيون أكثر من خمسة آلاف طفل خلال أربعة أعوام.
المدير التنفيذي للتحالف مطهر البذيجي قال في كلمته التي ألقاها في مجلس حقوق الإنسان في جنيف على هامش انعقاد الدورة 40 للمجلس إنّ أطفال اليمن يتعرضون إلى الكثير من الانتهاكات الجسيمة، كالاختطاف والعنف والتجنيد الإجباري من قبل المليشيات الحوثية.
وأوضح البذيجي أنَّ ما يقارب من أربعة ملايين طفل يمني لا يتلقون تعليمهم بسبب تدمير 1600 مدرسة بشكل كلي أو جزئي في حين تمّ استخدام نحو 170 مدرسة كثكنات عسكرية، وتسرب نحو مليوني طفل ليذهبوا إلى العمل بسبب الظروف الاقتصادية التي تسبب بها انقلاب مليشيات الحوثي في سبتمبر 2014.
قتل ونزوح
وقالت منظمة اليونسيف، أن 6,700 طفل قُتلوا أو أُصيبوا بجراح بالغة، منذ أن أقدمت مليشيا الحوثي على الانقلاب، وأنها أجبرت حوالي 1.5 مليون طفل على النزوح، العديد منهم يعيشون حياة بعيدة كل البعد عن الطفولة.
وأشارت اليونسيف في تقريرها الذي أصدرته قبل نهاية العام المنقضي، أن هنالك 7 مليون طفل يخلدون للنوم كل ليلة وهم جياع. في كل يوم يواجه 400 ألف طفل خطر سوء التغذية الحاد، ويتعرضون لخطر الموت في أي لحظة. أكثر من 2 مليون طفل لا يذهبون إلى المدرسة، أما الذين يذهبون إلى المدرسة فيواجهون تعليم ذات جودة متدنية داخل غرف صفية مكتظة.
جهود التحالف
وأمام كل هذه الجرائم، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مطلع الشهر الجاري، عن تأسيس وحدة خاصة لحماية أطفال اليمن من عمليات التجنيد الإجباري واستغلالهم في المعارك من جانب ميليشيا الحوثي الانقلابية، مؤكدًا أن هناك جهود مشتركة مع الأمم المتحدة تنطلق الشهر القادم لإعادة إدماج الأطفال المجندين في المجتمع.
وقال المتحدث الرسمي باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، إن الهدف الاستراتيجي للتحالف هو حماية المدنيين، معلنًا عن تأسيس وحدة لحماية أطفال اليمن من عمليات التجنيد الإجباري التي تقوم بها الميليشيا الانقلابية مستغلة أطفال اليمن في حربها على البلاد.
وبيَّن المالكي، أن هناك جهود مشتركة مع الأمم المتحدة تنطلق الشهر القادم ممثلة في مبادرة عالمية لإعادة إدماج الأطفال وحمياتهم خصوصًا وأن ضمن هذه المبادرة حتى الآن تم إرجاع 113 طفلا تم القبض عليهم في الحدود الجنوبية يحملون الأسلحة.