بفضح جرائم المليشيا الإيرانية.. مجلس الأمن يضغط على الحوثيين مجدداً
شهدت جلسة مجلس الأمن، اليوم الاثنين، تركيزا على جرائم مليشيا الحوثي في اليمن، تحديدا فيما يتعلق بصعوبة الوصول إلى مطاحن الحبوب وعرقلة السفن التجارية، وهو أمر يبدو أن الغرض منه الضغط على المليشيا الإيرانية للالتزام باتفاق ستوكهولم، أو غيرها من الاتفاقيات التي قد تشهدها الفترة المقبلة، بعد أن أعلن المندوب الألماني في مجلس الأمن عن استعداد بلاده لاحتضان الاجتماع المقبل لمحادثات اليمن.
وقدم المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إحاطته بشأن تأجيل تنفيذ اتفاق الحديدة، ولكنه في الوقت ذاته لم يعلن صراحة عن السبب الرئيسي في هذا التأجيل، واكتفى بالتأكيد على أن السفن التجارية تجد صعوبة في الوصول إلى ميناء الحديدة، في خطوة تبرهن على أنه يسعى لإبراء ذمته من فشل تطبيق اتفاق إعادة الانتشار الخاص بالحديدة حتى الآن.
وأكد مارتن غريفيث المبعوث الأمم لدي اليمن، خلال جلسة مجلس الأمن، أن السفن التجارية تواجه صعوبة في الوصول إلى الحديدة، وأن كثيرا من اليمنيين يفقدوا حيواتهم يوميا بسبب الحرب، لافتا إلى أن الأطراف اليمنية قبلت خطة إعادة الانتشار في الحديدة، وأن التركيز حاليا على بدء المشاورات التي ستأتي بالحل السياسي.
واعترف مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن، بوجود تأخير طرأ على تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي نص على وقف إطلاق النار في اليمن، وإعادة الانتشار العسكري في الحديدة.
وتابع،: "يجب استمرار وقف إطلاق النار في الحديدة، للتخفيف عن أهالي المدينة، نظراً لما يعانونه من متاعب، وسنعمل خلال الأشهر المقبلة على تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية"، مشيراً إلى أن الحرب تسببت في نزوح الآلاف من المدنيين.
وأكمل جريفيث أنه "لا بد أن نرى تقدماً ملموساً في الحديدة قبل التركيز على الحل السياسي.
مندوب أمريكا في مجلس الأمن جوناثان كوهين، أكد أن الحكومة اليمنية ملتزمة بمسار الأمم المتحدة، مطالبا مليشيا الحوثي الانقلابية باحترام التعهدات والاتفاقات الدولية.
وأضاف المندوب الأمريكي في مجلس الأمن، خلال جلسة بشأن اليمن، أن الحوثيين يعرقلون الوصول إلى مطاحن الحبوب في الحديدة ويجب إدانتهم على ذلك.
وذهب مندوب روسيا في الأمم المتحدة إسيلي نيبينزيا، للتأكيد على أن المساعدات التي تأتي لليمن من الخارج يجب أن توزع على جميع المواطنين دون تمييز، موضحا أن تسوية النزاع في اليمن لا تأتي إلا بحل سياسي مستدام وشامل.
وقالت الممثلة الأممية المعنية بالأطفال والنزاع المسلح فرجينيا جامبا إن الحوثيين مسؤولون عن معظم حالات الوفاة للأطفال باليمن، بسبب ممارساتهم وتعمدهم تعطيل المساعدات الذاهبة للمناطق التي تحتاجها.
وأضافت جامبا أن الحرب جعلت 80% من الشعب اليمني في حاجة إلى المساعدات الإنسانية وأن 70% من المناطق اليمنية ضربتها المجاعة.
من جانبه، قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، إن السلام المستدام سيكون أفضل حل للأزمة الإنسانية في اليمن.
وأضاف لوكوك أن العمل جارٍ مع مختلف الأطراف لسهولة إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين. وتابع أن وكالات المساعدة الإنسانية استطاعت حتى الآن إنقاذ حياة الملايين لكن الخطر ما زال قائماً.
وأوضح لوكوك أن أكثر من مليوني طفل يمني خارج المدارس، لافتا إلى أن المعارك الحالية في كشر تسببت في نزوح وتشريد 50 ألف شخص، مشددا على أن الوكالات الإنسانية تواجه صعوبة في تطويق وباء الكوليرا في اليمن
وعقب الجسلة، علقت الخارجية الألمانية على مناقشة مجلس الأمن اليوم، وأشارت أن اليمن يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وأن أكثر من 24 مليون إنسان يتأثرون مباشرة بالقتال، ومعظمهم يفتقرون إلى الغذاء والماء والوصول إلى الخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية.
وأضافت الخارجية الألمانية أنه منذ بداية الأزمة، تقدم ألمانيا المساعدة الإنسانية من خلال دعم مشاريع منظمات الأمم المتحدة، وحركة الهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية الألمانية.