فشل الشرعية مستمر.. خيانة الصيادي تقود العود للسقوط على غرار حجور

الخميس 18 إبريل 2019 17:00:16
فشل الشرعية مستمر.. خيانة الصيادي تقود العود للسقوط على غرار حجور

في كل موقعة تنجح فيها مليشيا الانقلاب الحوثي في إسقاط منطقة إستراتيجية جديدة، لابد أن نفتش عن خيانة أطراف نافذة في الشرعية، والتي غالبا ما تكون وراء هذا السقوط إما بفشلها أو خيانتها المباشرة، وهو ما تكرر قبل شهرين في حجور بمحافظة حجة، ويتكرر الآن في جبل العود بمحافظة إب.

وسيطرت مليشيا الحوثي، فجر اليوم الخميس، على جبل العود الاستراتيجي في مديرية الشعر بمحافظة إب, وذلك بعد انسحاب المسلحين القبليين جراء نفاد ذخائرهم وخذلان الشرعية لهم.

وبالنظر إلى ما يجري في جبل العود، فإن خيانة القائد السابق، للواء 30 مدرع العميد عبدالكريم الصيادي، كانت سببا أساسيا في انسحاب القبائل، وذلك لتورطه في التواصل مع قيادات عسكرية تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية، وهو أمر كان علي محسن الأحمر القيادي الإخواني ونائب رئيس هادي على علم به، غير أنه لم يحرك ساكنا، طوال فترة تواجده على رأس اللواء.

وفي العام 2017، أرسل العقيد عبده الحالمي قائد القوات الخاصة في ذلك التوقيت رسالة إلى الأحمر تضمنت معلومات تتعلق بالعميد الصيادي وتثبت تورطه بالاتصال بقيادات عسكرية تابعة لقوات صنعاء وقيادات ميدانية تتبع مليشيا الحوثي.

وقالت مصادر عسكرية، أن الصيادي على ارتباط واتصال مستمر بـ”الحوثيين”، مضيفاً أن الصيادي يقدم معلومات عسكرية لمقاتلي المليشيات، وأن بعض هذه المعلومات كادت أن تُسقط مواقع عسكرية “مهمة جداً” بيد قوات صنعاء.
وهو ما أكدته فيما بعد، قيادات عسكرية في صنعاء، والتي أشارت إلى أن قيادة القوات في صنعاء تمكنت من اختراق مراكز قيادية في عدد من الألوية التابعة لقوات الجيش.
واستمر الصيادي في موقعه حتى الشهر الماضي، من دون أن يكون هناك تدخل من الشرعية التي تركته يتواصل مع العناصر الانقلابية ويتآمر معها، وبالتالي فإن ما حدث في جبل العود يعد أمرا طبيعيا نتيجة هذه الخيانة.

وقال مصدر قيادي في مقاومة العود في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي" أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم, ورفض قيادات الشرعية التجاوب معهم لمدهم بالسلاح.

وأوضح مليشيا الحوثي ظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر, فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم, وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة هم, وظلوا يقاتلون على أمل ان تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت دخائرهم.

وأشار المصدر إلى أن أبناء القبائل انسحبوا من الجبل وهم يبكون وقلبوهم تتفطر من الحزن، لافتاً إلى أن الشرعية وعدتهم بإرسال قوات من حراس الجمهورية في الساحل الغربي, مثلما وعدوا حجور بارسال لواء من حضوموت لنجدتهم في حجة.

وكان "المشهد العربي" قد حذّر مع بداية المعارك في منطقة العود الحدودية مع مديرية قعطبة في الضالع من حجور جديدة في إب جراء خذلان الشرعية لقبائل العود التي منعت الحوثيين من الصعود إلى الجبل الاستراتيجي المطل على مناطق واسعة في دمت وقطعبة.

وكان مصدر قيادي في مقاومة العود قد أفاد "المشهد العربي" بأن أبناء المنطقة لم يستلموا حتى طلقة واحدة من الشرعية، وأن القيادات العسكرية التي زارتهم في المنطقة اكتفت بالتقاط الصور معهم فقط، وحذر المصدر حينها، من خذلان الشرعية لأبناء منطقة العود، منوهاً بأن ذلك سيكون له تداعيات خطيرة.