الغرفة الفارهة تفضح تقارباً مريباً بين الحوثي والإخوان.. ماذا دار بين المشاط وأنعم؟
"جلسا في الغرفة الفارهة، تبادلا النظرات وابتسامات الغزل السياسي أمام عدسات الكاميرات، بحثا خيوط المؤامرة، ناقشا توطيد أواصر ذلك الحلف سيء السمعة".
جانبٌ من مشهد اجتماع القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، مع محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لاتحاد حزب الرشاد الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية.
وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات قالت إنّ الاجتماع ناقش أنشطة ودور الحزب في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها اليمن، ما يشير إلى حلقة جديدة من تحالف الشر بين الإخوان والحوثيين.
لم يعد ملايين اليمنيين لمزيدٍ من الأدلة التي تفضح هذا الحلف الذي يوصف بـ"الشيطاني" بين الطرفين المتورطين في عديد الانتهاكات ضد المدنيين.
وشهدت الفترة الأخيرة توسُّعاً حوثياً إخوانياً في تهريب الأسلحة والذخائر والمواد الأولية لصناعة المتفجرات عبر مناطق نفوذ الحكومة، وتحديداً في تعز، صوب مناطق وجود المليشيات الانقلابية.
ولا يمكن النظر إلى تحالف المليشيات الحوثية بنظيرتها الإخوانية بأنّها علاقة سرية، فكثيراً ما أقدم أي منهما على تصرف يفضح هذه التوأمة الإرهابية، ولعل الدليل الأبرز على ذلك هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.
وينظر إلى القيادي الإخواني علي محسن الأحمر بأنّه "رأس الأفعى" التي حقّقت أرباحاً خياليةً من وراء جرائم تهريب الأسلحة، فالجنرال يتستر تحت غطاء الشرعية، في وقتٍ تورّط في الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي يُفترض أن يعاديها باعتباره الذراع اليمنى للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقد شكّل الأحمر تكتلات عسكرية تحت لواء "الشرعية" لاستئناف جرائم التهريب والمخدرات والإرهاب التي كان يستفيد منها.
كما شكّل علي محسن، تحالفاً مع هاشم الأحمر قائد المنطقة العسكرية السادسة، وأمين العكيمي محافظ وقائد محور الجوف في إطار "مافيا للتهريب" إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي ما يدر عليهم مكاسب مالية ضخمة، وتضمّنت شحنات التهريب قطع لطائرات مسيرة، ومواداً تستخدم في صناعة الأسلحة ومواداً كيماوية شديدة الانفجار.
جرائم الإصلاح، لا سيّما عبر قادته النافذين في الشرعية، يضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور الحكومة التي ربما تستفيد من إبقاء الوضع الراهن على شكله المعقد، دون أن تثبت صدق نواياها في حلحلة الأزمة، ويضاف إلى ذلك الأخطاء التي وقعت فيها الحكومة وتسبّبت في تأزيم المشهد، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي.