جيش الأحمرين .. هارب من صنعاء يحكم في سيئون

لو تسأل أي حضرمي من سكان الوادي الذي تتمركز فيه القوات الشمالية تحت ما تسمى المنطقة الأولى: هل تثق بهذه القوات وتطمئن أن هذه المنطقة العسكرية لن تنقلب يوماً كما فعلت كل مناطق الشرعية العسكرية وقلبت ولاءاتها منها من أعلن الصرخة، كما فعلت كل القوات التابعة للمنطقة الرابعة ومحور العند وألوية الضالع وأبين.. ومنها من قلب ولاءه وسلم للقاعدة، كما فعلت المنطقة الثانية في المكلا؟

ستجد الجواب واحداً: لا نثق في بقاء هذه القوات على ولائها أبداً...

عدا -طبعاً- أبناء الشمال سواءً كانوا مقيمين في الوادي أو في المناطق الشمالية، سواءً كانوا حوثيين أو متضررين منهم..
وطبعاً الإخوان المسلمون، حضارم وغير حضارم.. هؤلاء لديهم ثقة مطلقة بهذه القوات ويرفضون رفضاً قاطعاً تطبيق نموذج النخبة الحضرمية والمنطقة الأولى في المكلا حتى لو كانت شرعية..

أي بمعنى آخر يرفضون فكرة القوة الحضرمية التي تسيطر على حضرموت لا يثقون بالحضرمي في حضرموت أما العمراني والذماري والبني حشيشي في حضرموت فهو محل ثقة..

المضحك في الأمر أن هادي وعلي محسن نفسيهما لا يثقان في هذه القوات وولائها رغم أن سيئون بعيدة تماماً عن صنعاء وخطر صواريخها وقذائفها.

إلا أنهما لا يقبلان الإقامة في سيئون، وعندما يقوم هادي بزيارة لسيئون يحتاج لقوات سعودية لتأمين نطاق القوات الضخمة التي يقولون إنها شرعية موثوقة..

ومرة واحدة زار علي محسن سيئون في جنح الظلام وبشكل سري ولم يستمر فيها إلا بقدر الوقت الذي تلتقط فيه كم صورة له مجتمعاً ببعض أذنابه فيها، ثم غادر على عجل.

ابن دغر عندما كان رئيس وزراء زار سيئون مرتين، على ما أذكر، في كلتا الزيارتين طلب قوة حماية له من قوات النخبة في المكلا ولم يأمن لحماية المنطقة الأولى..

في سيئون قوات قوامها الأصلي وقيادتها المؤثرة من مناطق سلمت للحوثيين، والفكرة بسيطة وإنسانية كيف تريد من أي إنسان سوي أن يطمئن لقوة حماية له في منطقته وأرضه، بينما الأرض التي ينتمي لها أفراد القوة وضباطها سلمت للعدو ليس كذلك بل وترسل المقاتلين لكل الأرجاء..؟!

إذا سلمت مسقط رأسك لعدوي، وما يفترض أنه عدوك، كيف تريد مني أن أقتنع أنك ستدافع عن مسقط رأسي الذي يقول عدوي الذي هو ابن أرضك ومسقط رأسك إنه سيأتي لها يوماً فاتحاً..؟!

ما الذي سيقنع الحضرمي أن العمراني أو الذماري أو الصنعاني سيقف ضد ابن أرضه للدفاع عن أرض الحضرمي؟

هاشم الأحمر هرب من عمران وترك ديار أسرته ويقول للحضارم اقتنعوا أني سندكم في حضرموت ضد أي قوات تأتي من عمران كالتي هرب منها في عمران ذاتها..

لعبة ما لي دخل بمحافظتي وأرضي ومسقط رأسي، لكن أرضك يا حضرمي أنا محل ثقة منك لحمايتها لا يقبلها العقل الحضرمي الطبيعي والعادي وغير الإخواني..

أما العقل الإخواني الحضرمي فهو أصلاً ما عنده مشكلة حتى تسيطر عليه قوات تركية والا من أفغانستان ما دامها ضمن تزكية أحبار ورهبان جماعته.. هذا النوع من الناس وفي حضرموت، كما في غيرها، لا بد يكون ذنباً وتابعاً لحكم من خارج أرضه..

هذه القوات لو قررت أن تذهب لتحرير مناطق جنودها وضباطها في الشمال ستجد كل التفهم والمساندة من الجميع، حضارم وغير حضارم.

أما أن تكون عملياً نازحاً من مسقط رأسك ومشرداً من قريتك ومدينتك ومشرداً من منزلك، كما تقول، بسبب الحوثي، وتصر على حمل السلاح في أرضي التي لا يوجد بها عدوك وعدوي وتكون سلطة عليّ في أرضى بقوة السلاح توجهه لي وترفض تصويبه نحو من شردك من بيتك.. فهذه الوقاحة من سابع المستحيلات أن يقبلها عقل الحضارم ووجدانهم، ومهما طالت سيأتي اليوم الذي تنهار فيه، لأنها وقاحة بلا عقل ولا منطق.. وفي حضرموت أمر مثل هذا مصيره الزوال.