مع تعيين سفير جديد باليمن..هل تحسم الولايات المتحدة موقفها من الحوثيين؟
الاثنين 20 مايو 2019 23:14:56
سلم سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد لدى اليمن، كريستوفر هنزل، اليوم الاثنين، أوراق اعتماده، إلى وزير الخارجية خالد اليماني، ليبدأ بشكل رسمي مهام عمله في ظل ظرف سياسي دقيق تمر به منطقة الخليج والبحر الأحمر بتصعيد حوثي إيراني ردا على العقوبات الأمريكية ضد طهران.
وجدد سفير الولايات المتحدة الأمريكية الجديد لدى اليمن، كريستوفر هنزل، دعم بلاده لحكومة الشرعية في اليمن، وأكد خلال تسليم أوراق اعتماده أن واشنطن تدعم الحل السياسي في اليمن والجهود التي تقودها الأمم المتحدة.
ويرى مراقبون أن حقبة هنزل لن ستختلف عن سابقه ماثيو تولر، إذ أن الولايات المتحدة التي كانت تركز في مواجهتها على طهران بشكل أساسي أضحت أكثر إدراكا بأن أذرعها في المنطقة قد تكون أكثر خطورة من الحرس الثوري الإيراني لأنها تتحرك على أرض محروقة بعيدا عن الأراضي الإيرانية، وهو ما يتطلب معه اتخاذ إجراءات أكثر حسم وحدة ضد مليشيا الحوثي المدعومة من طهران.
وخلال السنوات الماضية كان الموقف الأمريكي من مليشيا الحوثي الإيرانية محل استغراب دوائر سياسية وإقليمية عدة، إذ أنها ضغطت لإيقاف معركة الحديدة التي كانت قد اقتربت من نهايتها، كما أنها لم تشكل ضغطا مباشر على العناصر الانقلابية التي تتهرب من تنفيذ أتفاق السويد منذ خمسة أشهر.
واكتفت الولايات المتحدة بالتصعيد الدبلوماسي من دون أن تذهب إلى خطوة تصنيفها جماعة إرهابية، واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عقب إجرائه محادثات في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مطلع الشهر الجاري، المتمردين الحوثيين بعدم احترام بنود اتفاق السويد. في وقت شددت فيه السعودية وأمريكا على الحاجة إلى استمرار التهدئة في اليمن، مشيرا إلى أن الحل السياسي الشامل السبيل الوحيد لإنهاء النزاع.
واستخدمت الولايات المتحدة مليشيا الحوثي كأحد أدوات فرض مزيد من العقوبات على إيران، وأعلنت الولايات المتحدة في العام 2017، فرض عقوبات جديدة على إيران على خلفية برنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها العسكرية في الشرق الأوسط.
وقالت واشنطن في حينها إن إيران تستمر بتزويد الحوثيين بأسلحة تهدد أمن الملاحة في البحر الأحمر. وأضافت أن إيران ترحل اللاجئين الأفغان الذين يرفضون القتال في سوريا،وفرضت الخارجية الأمريكية عقوبات على 18 شخصاً وكياناً مرتبطين ببرنامج الصواريخ الباليستية والحرس الثوري الإيراني.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك التوقيت، بأن “الولايات المتحدة لا تزال قلقة للغاية بشأن أنشطة إيران الخبيثة في أنحاء الشرق الأوسط والتي تقوض الاستقرار الإقليمي والأمن والازدهار” في المنطقة.
وخلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة، قال المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، إن إعادة انتشار الحوثيين في اليمن تعتبر خطوة سيئة ويجب النظر مع القوات الأمنية لتوفير خطط بديلة، موضحا أن إيران لم تنتهك فقط حظر توريد الأسلحة بل تدعم القتال باليمن.
وأضاف المندوب، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، أن الأمم المتحدة أن توجه بالاتهام لمعرقلي السلام باليمن، موضحا أنه بات على الحوثيين وقف مهاجمة شعبهم وجيرانهم.
وأكد على ضرورة البدء بتنفيذ اتفاق الحديدة لكونه علامة إيجابية ويجب إقراره مع وقوع الكارثة اليمنية المستمرة في شهر رمضان المعظم، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي تستخدم صواريخ متطورة بمواصفات إيرانية وعلى إيران وقف تزويد الميليشيات بالأسلحة.
فيما أثار السفير الأمريكي الذي ترك منصبه قبل أيام جدلا سياسيا داخل اليمن بعد إن بلاده لا تسعى إلى خلق أية عداوات مع جماعة الحوثي، مشيرا إلى أن “الحوثيين سيظلون جزءاً من اليمن ويجب عليهم معاملة الآخرين كما يرغبون أن تتم معاملتهم”.